أعذريني عفرين:الشاعر المبدع محمد محمود علي


أعذريني عفرين
أعذريني ، نسيتُ موسِمَ نُضجِ زيتونك
وقِطافه  ،
ونسيتُ نكَهة زيتِكِ  و حَباتُه
نسيتُ ، كيف نُلَملِم البلوط
ورائحة شوائِه وضباب دُخانِه
عذراً عفرين
بدأتُ أنسى حلقات الدبكة
على بيادِرَكِ
ولم أعد أتذكر صوت الطبل و الزرنى
( الزرنى بوق خاص بالكورد )
حتى رنينَ فناجينَ صبابي  القهوة
لا…. أتذكرها
نسيتُ كُلَ شيءٍ مفرحٍ
يبُعثُ السرور و البهجة
لقلبكِ لأهلكِ لهضابكِ وسهولكِ
نسيتُ ذاك الجذع ،  للزيتونة العَجوزَة
الصابِرة …. التي حافظت
على رَسمَتي ألتي رَسمتُها
بِسكين جَدي ، قلباً وعليها حرفَ
حبيبة الطُفولة
يا عفرينُ أتأسفُ كيف ؟ !
أطلبُ السماح و أنا أهنئ
بالليالي المِلاح في الفلك المُباح
ونسيتُ جُرحَكِ و روابيكِ غَدت قَراح
كيف أسألكُ العفّوَ عِندَ المَقدِرة
و أنتِ لا قدّرة
عذراً عفرين
فلي كُلّ الأعذار
تحكموا بالأقدار
سَلَبوني القرار
غيّروا المسار
وركبتُ المَوج و صرتُ خَلفَ البِحار
حاملاً في حقائب ذاكرتي
تغاريد عصافيرك
نسائم هوائك
وكُلَّ رشَفة ماء ، مِن عَذب نَبعك
و مُلوحة الدمَعة على فُراقِك
عفرين أنا لم أنسى
بل أتناسى
لأنني أستهويتُ الحلا و الفلا
والهِبى و أستَجدي الرِضى
من أمٍ بديلة في وطنٍ إفتراضيٍ
وأصطنع السعادة
لكن يَبقى حَنانُك يُلازمني
لا شيءَ مِنكِ يُفارقني
طيفُكُ في أحلامي يُفاجؤني
من كابوسٍ إذ باغتني
أحنُّ لكلِ شيءٍ فيكِ
أشتاقُ لكلِ حرفٍ يُحكى عليكِ
لصرخة الراعي على خرافه
لنُباح الكلب حامياً ظهر قطيعه
من ذئبٍ في الجِوار
وضبعٍ على التخوم
أشتاقُ للوادي  ومائك العذب الجاري
وعصافير الدوري تحوم حول الدار
عفرينُ الحُب
ترقَّبي عودتي
لأغرس من جديد شَجَرتي
وأسقي الوردة التي زرعتها أمي
و أزرع حقول القَمح
كما أبي….  وقبلهُ جَدي
و أتعلم من سنابِلها العطاء
و لكِ يا عفرينُ كالسنبلة …. سأنحني
بعدَ التيّمُمَ بترابكِ
عذراً عفرين
محمد محمود علي

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ