عائدون :الشاعر المبدع مصطفى محمد كبار

عائدون
الوطن لي
و العمر كان لي
قبل أن يحمل نعشه إلى
الشمس
والحياة التي سرقت مني
كانت لي
والسنين التي ماتت ورائي
كانت لي
و سقوطي بأيدي المحتلين
لي وحدي
و جرحي لي
و قهري لي
و خناجر الأقدار و الأيام الطويلة
بظلمها لي
رحلة العذاب و التهجير
كان لي
و غربتي لي
منفاي لي
نعشي
وتابوتي لي
و ذكرياتي و وقوفي في محطات
السفر لأنجو من غضب القصيدة
هي لي
و صرخة الأم خلف الشهيد
لي
و رحلتي الساقطة للبعيد هي
لي
و قبري المقهور في صحراء
الضمائر لي
و ذاك البيت القديم الذي سرقه
مني ذاك الجندي الجبان كان
لي
و خاريطة وطني في المتحف القديم
هي لي
و الشجر الزيتون لي
و القدس لي
و الحجر لي
و ذكرى أبي و رائحة حضن أمي
و طعم خبزها كلها
لي
و البحر لي و السمك الغاضب مع
الأصداف و المحار والمراكب الصيادين
أنها لي
و صرخة محمود درويش بقصائده يا أيها
العابرون هي لي
و تلك الشمس التي كانت تشرق
في الصباح على قبة المسجد
القدس نورها لتعكس مرآة
السماء لي
و ذاك الطفل الذي يرمي حجراً
على المحتل الغاصب و يقاوم هو
لي
و البساتين و الكروم
لي
ساعتي و علبة تبغي و
جريدتي اليومية
لي
و كأس الحزن بسكرتي
السكرُ و الهذايان بمهد العناوين
الغابرة هي لي
و ليلتي السوداء بمنفاي هي
لي
والتراب لي
و التاريخ لي
والشرف والكرامة
لي
و ذاك البلد الذي سكنوها الشياطين
و احتلوها بقوة السلاح كانت
لي
لي ذاكرتي الجريحة و كل الأشياء التي
سلبت مني هي
لي
لي ضياعي بدموعي خلف أسلاك
الحدود و آلامي
لي هدر لحظاتي و أيامي
لي سنابل القمح و ذاك الصليب و
إسلامي
لي أحزاني و حرماني و غضب
كلامي
لي قتلي برصاص و
إعدامي
و لي كسر القافية بحروف
أوزان القصيدة بسقوط
المعاني
لي طول سفري مع ريح
الوداع
فالوداع منذ البعيد
لي
الجرح لي
و الوجع لي
و الخذلان من بعض الأشقاء
لي
و لي ألمي و معاناتي
لي كارثتي بطول سنواتي
لي طول الوجع بكلماتي
و تلك الجذور في الأرض
التي بقيت متماسكة بترابها هي
لي و لأجدادي
القلم و صراخ الحروف بهذه
القصيدة و نوحها هي
لي
أظافري و جلدي و شعري الأشقر
ولون عيني الزرق و جسدي المهزوم
بسيف الشبح هي
لي
و ظلي التاءه
الممدود فوق طريق الرحيل
بريح المهاجرين هي
لي
وتلك الدماء التي تجمدت على رصيف
الغربة من برودتها هي
لي
و ذاك المعطف الأسود الذي أرتديه
تحت المطر بشتاء جسدي
لي
ساقاي لي و أنفي و عيناي و قدماي
لي
و لعنة السفر الطويل من نصيبي
هي أيضاً لي
و النصر حتماً بيوم سيكون
لي
و الشهادة لي و لون دم الشهيد
هي لي
الضمير و الأنسانية و الأخلاق
خلقت لي
و وطني فلسطين ستبقى للأبد
لي
لكم فقط
يا أيها الظالمون يا أيها
العابرون
إحتلالكم لأرضي
و ظلمكم و إجرامكم و قتلكم
للأطفال و العواجز
لكم جبروتكم مع الشيطان
الأكبر
فإستمتعوا بقتلنا و بيومكم الحرام مع
الشيطان بأرضي
و كلوا من لحمنا و إشربوا من
دمائنا و إسرقوا أرضنا و
تاريخنا واحرقوا
زيتوننا
و إهدموا بيوتنا و ناموا بحضن
مٱذننا و مزقوا هويتنا
العربية
و استريحوا بظل جدراننا
الحزينة
و احرقوا من أمامنا كل
العناوين بطريق
العودة
و صوبوا بنادقكم نحو
صدورنا و استنفروا
جنودكم عند قبورنا
لإننا و إن غبنا
طويلاً في الرحيل
فنحن عائدون إلى فلسطين
عائدون
عائدون
عائدون
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا
19//3//2021عائدون
الوطن لي
و العمر كان لي
قبل أن يحمل نعشه إلى
الشمس
والحياة التي سرقت مني
كانت لي
والسنين التي ماتت ورائي
كانت لي
و سقوطي بأيدي المحتلين
لي وحدي
و جرحي لي
و قهري لي
و خناجر الأقدار و الأيام الطويلة
بظلمها لي
رحلة العذاب و التهجير
كان لي
و غربتي لي
منفاي لي
نعشي
وتابوتي لي
و ذكرياتي و وقوفي في محطات
السفر لأنجو من غضب القصيدة
هي لي
و صرخة الأم خلف الشهيد
لي
و رحلتي الساقطة للبعيد هي
لي
و قبري المقهور في صحراء
الضمائر لي
و ذاك البيت القديم الذي سرقه
مني ذاك الجندي الجبان كان
لي
و خاريطة وطني في المتحف القديم
هي لي
و الشجر الزيتون لي
و القدس لي
و الحجر لي
و ذكرى أبي و رائحة حضن أمي
و طعم خبزها كلها
لي
و البحر لي و السمك الغاضب مع
الأصداف و المحار والمراكب الصيادين
أنها لي
و صرخة محمود درويش بقصائده يا أيها
العابرون هي لي
و تلك الشمس التي كانت تشرق
في الصباح على قبة المسجد
القدس نورها لتعكس مرآة
السماء لي
و ذاك الطفل الذي يرمي حجراً
على المحتل الغاصب و يقاوم هو
لي
و البساتين و الكروم
لي
ساعتي و علبة تبغي و
جريدتي اليومية
لي
و كأس الحزن بسكرتي
السكرُ و الهذايان بمهد العناوين
الغابرة هي لي
و ليلتي السوداء بمنفاي هي
لي
والتراب لي
و التاريخ لي
والشرف والكرامة
لي
و ذاك البلد الذي سكنوها الشياطين
و احتلوها بقوة السلاح كانت
لي
لي ذاكرتي الجريحة و كل الأشياء التي
سلبت مني هي
لي
لي ضياعي بدموعي خلف أسلاك
الحدود و آلامي
لي هدر لحظاتي و أيامي
لي سنابل القمح و ذاك الصليب و
إسلامي
لي أحزاني و حرماني و غضب
كلامي
لي قتلي برصاص و
إعدامي
و لي كسر القافية بحروف
أوزان القصيدة بسقوط
المعاني
لي طول سفري مع ريح
الوداع
فالوداع منذ البعيد
لي
الجرح لي
و الوجع لي
و الخذلان من بعض الأشقاء
لي
و لي ألمي و معاناتي
لي كارثتي بطول سنواتي
لي طول الوجع بكلماتي
و تلك الجذور في الأرض
التي بقيت متماسكة بترابها هي
لي و لأجدادي
القلم و صراخ الحروف بهذه
القصيدة و نوحها هي
لي
أظافري و جلدي و شعري الأشقر
ولون عيني الزرق و جسدي المهزوم
بسيف الشبح هي
لي
و ظلي التاءه
الممدود فوق طريق الرحيل
بريح المهاجرين هي
لي
وتلك الدماء التي تجمدت على رصيف
الغربة من برودتها هي
لي
و ذاك المعطف الأسود الذي أرتديه
تحت المطر بشتاء جسدي
لي
ساقاي لي و أنفي و عيناي و قدماي
لي
و لعنة السفر الطويل من نصيبي
هي أيضاً لي
و النصر حتماً بيوم سيكون
لي
و الشهادة لي و لون دم الشهيد
هي لي
الضمير و الأنسانية و الأخلاق
خلقت لي
و وطني فلسطين ستبقى للأبد
لي
لكم فقط
يا أيها الظالمون يا أيها
العابرون
إحتلالكم لأرضي
و ظلمكم و إجرامكم و قتلكم
للأطفال و العواجز
لكم جبروتكم مع الشيطان
الأكبر
فإستمتعوا بقتلنا و بيومكم الحرام مع
الشيطان بأرضي
و كلوا من لحمنا و إشربوا من
دمائنا و إسرقوا أرضنا و
تاريخنا واحرقوا
زيتوننا
و إهدموا بيوتنا و ناموا بحضن
مٱذننا و مزقوا هويتنا
العربية
و استريحوا بظل جدراننا
الحزينة
و احرقوا من أمامنا كل
العناوين بطريق
العودة
و صوبوا بنادقكم نحو
صدورنا و استنفروا
جنودكم عند قبورنا
لإننا و إن غبنا
طويلاً في الرحيل
فنحن عائدون إلى فلسطين
عائدون
عائدون
عائدون
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا
19//3//2021

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ