أين نافذتي:الشاعر المبدع:مروان كوجر

أين نافذتي “
في وطني الجريح أمي …. قالوا
اليوم أفضل من الأمس
رب غد تنقشع الغيوم السود
من السماء
رب غد لناظره قريب
وإن طال العناء
هذا ما قاله الفقهاء
أأحسب الجميل من القول هراء.?
من نافذتي الصغيرة يشع النور
وتنجلي آفاق الظلمة من السماء
فجأة ……تحطمَ السكون
بصوتٌ يهدر في الخواء
هز أركاني
وتداعت أحجار كوخي
ولبست راياتها السوداء
كيف
ستنقضي ليالي قهري والشتاء
وأشلاء الوليد في كل حيز وأرجاء
قضى من قضى
وأصوات تتعالى
تشق آفاق الكون وتمخر الفضاء
أين سعادتي المزعومة
اين ألعاب طفولتي
وقميصي الذي تمزق على شجرة
الزيتون …..
أين غادرنا الحب أم فتك بنا الوفاء
هكذا أصبحنا في الديار غرباء
كل يوم يمضي نودع العزيز
أو ثلة من الأقرباء
أهي سنة للأزل
فسبعون وبعض مضت
أم قدر محتوم يرفض البقاء
أمي……ياأمي
سرقوا طفولتي دون علمي
وبقي بيتي من غير نافذة
وحملت رياح الغدر شر البلاء
انظروا…………… فطائرتي الورقية
علقت بخيوطها
وهوت إلى الحضيض دون عناء
في حفر باردة وظلمة موحشة
جسيَّ الرضيع
وعويل ينادي آذاننا الصماء
لقد كسرني الحزن
وتخاذلت أغصاني وغاب الأوفياء
ما هذه الرائحة .؟
تكاد أن تخنقني …..
مثل رائحة الخبز ….
مثل رائحة الحب …
أم هي رائحة عناقيد الموت ….
تهاوت لتقطع أوصالي
ونزيف دمٍ يروى أعماق أرضي
ويأبى الخنوع والأحناء
ألم تقولي بأني ما زلت شابا
فأين لمتى وفرحتي والأصدقاء
كل ما كان جميلاً تقاسمته
وكبرت عليه
ومن ثم تلاشى كأحلامي
وشربت من الحياة مر القهر
وحرَّةِ الظلم والرمضاء
يا لها من معضلة يا أمي
سقطتُ على مائدة اللئام والذئاب
ماهذا الشعور.؟
كأني أحمل العالم على أكتافي
وكأن الجميع يقف ضدي
وحكم القدر وقانون بلا استثناء
أتذكرين حين كنت تروين لي
قصصكِ القديمة
وتبدلين حزني إلى طمأنينة
أنت أقرب لي من رمشٍ لعيوني
ومن حبل الوريد ….. يا أم الفداء
يا أرض تباهت بلقاء الأنبياء
أحببت حضنك الدافي
و أحجارك الصماء
وتمنيت أن تضمني مدى الدهر
وحتى يفيض التنور بأمر السماء
أتذكرين حين كُسرتْ مزهريتكِ
القديمة وتبعثرت أجزاؤها
ورسمتْ جروح الألم على الطريق
وفي الأحشاء
كم بقيتِ حزينة بشأنها
تقطعتُ أوصالك
وشهد يومك المشؤم ذاك البلاء
أنا من سأبقى بجانبكِ يا أمي
لا تحزني تاريخكِ في قلبي
وقد طبع على الورق والأرض
وأقرته السماء
تعالي … عودي
لن أحزنك مجددًا
وسأبقى على العهد حتى الإنتهاء
ساجثو عند قدميكِ
أقبل يداك وأنحني لهامتك
لأرتشف من ترابك
الحب والعشق والنقاء
تعبت من قهري
ولا يمكنني إسكات طفولتي
ففي داخلي جراح تئن
وجدبٌ قاسٍ دون ارتواء
أرهقت وأنا مازلتُ في هذا العمر
أصبح بيتي بلا نافذة
فأين نافذتي .؟
وكأني أعيشُ يُتمي بالفناء
أرجوكِ تحدثي إليَّ ياأمي
راوديني في أحلامي
في صرخات أعماقي
في أنيني
في أوهات الثكالى
فصرخات المكلومين تذبحني …
تجز الوريد
وسال الذكي حد الارتواء
أرجوكم لا تأخذوا أمي وأبي
فاليتيم أنا
وأخي وأختي والرضيع والأصدقاء
لا تأخذوهم قبل أن أودعهم
وقبل أن يجف دم الشهيد والأبرياء
لقد أصبحتُ وحيدًا
دمرني الحقد هجرني الأحبة
وزال عني الحنين والدفء والغطاء
هكذا …
سعياً للبحث عن النور من جديد
سوف تمضي الحياة ويكسر القيد
ويصدح الحق من السماء
أكنا فرحين
أم شربنا المر من كؤوس التعساء
فأنا الشهيد واختارني ربي للإرتقاء
بقلمي ؛ السفير .د. مروان كوجر

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ