قطار الوطن الذي انتظر..
***
يلوح القطار من بعيد
يصْفِر..
وقلبي بالصّدى يعيد..
افرح في قدومه انا كالطفل الصغير
بالوقوف له أشير..!
وكتلة الحديد مزمجرة
تطوي السكّة الحديد..
سريعا يمرّ على المحطة دون اكتراث
لا ينزل مسافريه..
ولا اليه تصعد حقائب السّفر
المبثوثة الوجهة على الجانبين
بيَدٍ خجلى أرى الوطن في شكل مسافر..
مكابر..!
لي من بين الانتظار يلوّح
وبأخرى رسالة حمراء من دماه
في مهب الرّيح تروح
عطرها في الهواء بالهوى يفوح..
ويمضي..!
والقطار بحنيني لا يلوي..
سريعا يمضي
وخلفه خلْفًا أنا أمضي..
مسمّرة الخطو..
والقلب مشطور نصفين..
نصف عصفور مجنّح.. يتبع القطار على السكة الحديد
ونصف على رأس المحطة صخر تحجر..
يبدي ويعيد..
يا وطن الشوق الذي في الذاكرة خارطة تحضر
بكثير الشوق الفائر بين الحشا..
والحشاشة يكبر..
وانا ظل يستنسخ في الف ظل
وحيدة اجتر هزائمي على قارعة الانتظار.. وأعلك
انكوي حينا بنار الاحتراق
وحينا اعدّ دقائق الفراق..
اترقّب يا وطني قطارك الآتي
من مدائن الحق.. وابعاد الحقيقة والاشتياق..
حقائب مختومة العودة
لمدائن الميلاد ومرابض الصبا..
انتظره على نواصي الصّبر والاصطبار..
في كوردستان الوطن..
حلما يتحقق
وشتاتا يتجمّع..
في ارض الميعاد بعد فراق.. وتفرق..
مجلة خيمة الأدب في روج افا 