للأماكن وفاء كما للعطور:الشاعرة:فدوى حسن

للأماكن وفاء كما للعطور
تفيض حنانا وتلقاك بودّ مهما غبت عنها ، تحفظ العهد
وإن النأي طال ومررت بها
تنثر عليك قصاصات مخبئة في جعبةالأنتظار ، عليها تفاصيل رواية وجد رسمت بريشة الزمن
القمر يؤنسها وتمسح الشمس الندى المتشبث في حضرة الذكرى
ذكريات … عالقة على الأماليد مختبئة بين عناقيد الزعرور
متوارية تحت المقاعد …متناثرة في الأفق
هي إطلال وفيّ .. خجول ..صامت.. متقوقع على ذاته …
الأماكن تنبش الذاكرة لتستعيد تفاصيل الحكايات
تجمع من الفضاء كل الضحكات …تلملم الدمعات وتستعيد أثر كل الكلمات
بلهفة تحتضنك وتلج حنايا الروح ..،كالترياق المر في حين السقم والعلِّة
وتفتح لك يداها… لينتابك فيه شعور غريب ، الحزن السعيد في حضرة المكان
وللأمل هسيس بحلم اللقاء ، يرسم ملامحه في الخيال
تحس حينها براحة متعبة للغاية
كما للخبز والملح حق بين البشر ، هناك حق بين البشر والأماكن
ليتنا كنا كالأماكن نصون العشرة ونحفظ الود لمن مروا بنا يوما في محطات العمر …
قاسمناهم اللقمة ..الدمعة ..الضحكة والحلم ، قاسمناهم الوقت ..واليوم نقف على هامشه نستجديهم
للأنتظار رئة متعبة ..قلب عليل …عين يفيض منها الدمع
قلبا يحترق صبابة وروحا تكابد الوحشة
في حضرة الأماكن وطقوسها
الأنتظار لايموت ..والوقت لايفنى

فدوى حسن

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ