
/ عبقُ الربيع /
مرّ موكِب الفصول مهيباً
ترجَّل الربيع مزهواً
عطف على الجبال والبساتين
يهدي عطايا ومكرمات..
بِساط بهيّ..
زهور مزركشة ونبات..
***
على حافةِ الفكرة
تتلعثم كلمات..
تزهو معانٍ
وتنساب بطلاقةٍ مفردات..
تتجمع كسواقٍ عذبةٍ
تتنهد قصائدُ حرةٌ
من حزمةِ أبيات ..
يرنو الخيال بعيداً
يعبر سهولاً مُمتدةً ومرتفعات..
وحيداً ينزلقُ الوعي
على جرفٍ وعرٍ
ينسدلُ كشلّال خصلات..
يجري في وادٍ مخضوضرٍ
على مرجِ حلمً تشعبتْ فيه الطرقات ..
هناك ..
في الأعالي
ثلوج تتثاءب على قمة جودي
تختلطُ صفاءُ زرقةٍ بنقاء بياض
على مدى البصر
تتبارى مواويلُ كوجرية
وأنغام مزامير الرعاة
وسرد الحكايات..
فوق بِساط حاكهُ الربيع
في دفء أجمل اللحظات..
عنادلُ تغني !
وعصافيرُ تتراقص!
تتغنج حملان!
وتلهو في أعالي الحور حمائم ويمامات..
على زهورٍ مُخدرةٍ يتهافتُ سربُ نحلٍ
وبين السنديان تتطاير بضعة فراشات
نسي الربيعُ عباءَته
ها هنا..
بين دجلة والفرات..
بعدما طاف على حقول التين
ولثم كروم العنب
وفاض عطرا على ثغر المسافات..
في جزيرة الكرم
ترك الفرحُ حقائبهُ
وباقة ابتسامات..
ندىً صافٍ يعلو مروج العشق
كأنه حَبّ لؤلؤٍ
تبعثر على أنامل الوريقات..
قلوب حميمة حُملت في صدورٍ
لولا أقفاصُها لكانت ندّاً للحمامات..
استضافت إيثارا ونخوةً
ونزلت بساحته
جيوشُ المودّة ٍ
وأرتالُ المكرمات..
✍سلام زهراب
