المجد للنسيان:الشاعرة:سوزان البربري

المجد للنسيان

قال لي :
أتركِ لي جنونكِ
وامرحي وأعبثي بأشيائي
اتركيني أُحبكِ كمَا أريد
رغماً عنكِ أو برضى قلبكِ والوريد
ودعيني أمضي معكِ كلّ الأمسيات سعيد

سطري على جسدي الحروف والكلمات
وأرسمي ما شِئتِ من زهورٍ ووردٍ وريحان
واسكبي عطركِ البدائّي الأشواقِ
ولا تكترثي طويلاً لصوتِ العقلِ
ولا تظنين

أنّي أُحبكِ
أنّي أُحبكِ بلا مسمياتٍ
وبدون أوصافٍ

يا حُبي المجنون وعطركِ المفتون
يا شوقي الأسير بين العقل والجنون
بين الممنوع والمرغوب
بين التحرر والقيود
بين مئات الملايين من خطوات القدر
ولحظات تعثر القضاء
بين الجنان والدمار

يرهقني الانتظار للحظاتٍ
ويرهقني الوصل لعمرٍ آتٍ
ومرّ السؤال وذلِّ الاحتياج

تعالي…
ولا تضعيني سطراً في كتاب
أو حرفاً في ديوانٍ

تعالى…
إلى قلبي وأستكيني
وأصمتي لدهرٍ واسمعيني
وثقى بي و اعذريني
فلا تُؤلِميني ولا تهجريني
لا تمليني ولا تنسيني

أوهميني أنكِ ما زلتِ في حياتي
حتى تكون الحياة عندي أحلى
وأحلامي هادئةً بلا كوابيسٍ
أجيبيني… هل تُحبيني ؟؟
………..

أقول لكَ

تعال نشربُ نخبَ المجدِ للنسيان
فلا ترهقني بكلامِ الحبِ
ولا تُضيعَني في طريق الهوى
فأنا لا أعرف السير في المتاهات
ولا أريد أن أعيش بين العوز والاحتياج

ولا أن أكون فقيرةً عندما تغادرني
ولا أن تُفلّسَ روحي من جزيلِ الحب والعطاء
وتنسى كل هذا
وترميني على نواصي الطرقات
شريدة الهوى مقطعة الأوصال في جنونٍ
أهذي بالذكريات
وتنسى أنتَ الذكريات
تثير جنوني بالثرثرةِ
وتتعقل أنتَ بالصمتِ والصمت اللعين
كما يفعلُ كُلُّ الرجال

وتنتهى الحكاية
وتشرب نخب الحب الجديد
وأتعثرُ أنا في خطواتي نحو الحياة

تعالَ
نشرب كأس المجد للنسيان
على أنغامِ عطركَ الذي يأسر المكان
بين شموع الحب المُنطفئَة الأنوار

تعال
نشرب كأس المجد للنسيان
ونخب وأَد الحب قبل الميلاد
حتى لا يكبر ويثور ويحتج ويشعل النيران
حتى لا يفجر البركان ولا يعصف بأمواج البحار
حتى لا يبعثر ولا يكسر
ولا يدمر ولا يحطم
كُلُّ ما كان
دعهُ يموت في المهدِ بسلام
حتى لا يستعصي علينا يومًا النسيان

وكنْ صديقي
و ابنِ لي جدارًا عاليًا شاهقًا من الأحلام
فقد مللتُ التعثر في الأحزان

تعالَ
أحبكَ حبين
حب الأرض للمطر حين تتشقق وتستصرخ الارتواء
وحب العصافير للأشجار كل مساء

فاليوم أنا حبيبتك
اليوم أنا الأولى
اليوم أنا قلبكَ الذى يعطيكَ الحياة
وغداً أنا الاخيرة
التى تهرب منها حتى بالسلام
……
يا اسمك الجميل
يا عابد الحُسن والروح فيكَ تستميتُ في الهوى الأسير
يا وجهكَ البديع وقامتكَ الباسقة الكبرياء في بهاءٍ مَهِيب
وعينكَ الحزينة الغارقة في عشقٍ مستحيل
يبحثُ عن ميلادٍ منشود لعامٍ جديد

يا عمري
إن أخطأ فيكَ القدر
وكنتَ ملاكًا لا بشر
لأحببتُكَ وأعلنتُ اجتياحي لقلبكَ
ورفعتُ راياتي وباركتُ استقلالكَ من النساء
وجعلتكَ وطنًا بلا شعبٍ غيري
تكون في نظام حُكمي
مُتَعَبِّداً ، تَقِيًّا ، خاشِعًا , زاهِدًا جليلاً
لا يرى النساء ولا يعشق غيري

ولكن للأسف يا صديقي
أنتَ رجلٌ ككلِّ الرجال
كثيرًا ما يعشقون وسرعان ما ينسون
#سوزان_البربري

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ