بين الثقافة والسخافة:الكاتب والشاعر:حاجم موسى

بين الثقافة والسخافة:
لايخفى على أي عاقل ولبيب ما وصلنا
إليه اليوم من انحدار أخلاقي وثقافي إذا ما قارنا
ثقافتنا اليوم بثقافة الذين سبقونا من أجيالنا
الذهبية في الزمن الماضي الجميل.
إن السخافة تكمن في أن يصبح النقد البناء أيا
كان نوعه في نظر بعض دعاة الثقافة إلى إهانة
وإلى نوع من أنواع الاساءات والعداوات
على عكس مايراه المثقفون الحقيقيون بأنه
هو الدرب الصحيح إلى التقدم والرقي والازدهار
وهنا يحس المرء بأننا نتعرض إلى مؤامرة
كبرى يحيكها أعداؤنا التقليديون داخل الوطن
وخارجه تستهدف الاطاحة بكل مفاهيمنا الثقافية
والأخلاقية لنسف كل ماهو صحيح وجميل
وإلا كيف نتباهى بالتفاهة والسخافة ونرفض
النقد البناء الهادف وننفخ في الأجساد الهزيلة
التي لا محرك لها سوى التطبيل والتزمير…ونقطع
الهواء والتنفس عن الاجساد التي لا تكل ولا تمل
وايقاف محركاتها التي تعمل ليل نهار بدون توقف
من اجل تنقية وتطهير الحياة محركات تزيد قوة
كلما نزفت دما وعرقا وتأبى أن ينزف دمعها على
قبور العاجزين.
كلنا مع الفكر الاصيل المتجدد لكي لا نكون أبواقا
توصل رنين العفن وتحول صراخ الأبرياء وضحايا
العبث إلى قهقهات وانغام ترقص على ايقاعاتها
التماسيح والعفاريت.
كفانا ان نسرق أفكار وعقول الآخرين ونتباهى بها
دون علم ويقين ونخدع انفسنا بأن نلبس عباءات
الآخرين من غير أن ندرك أن الثقافة هي ممارسة
وعمل وجهد وليس قولا فارغا نرده كما الببغاء
في ادعاءاتنا الهزيلة التي اوصلت بنا إلى حافة
الحضيض.
وهنا استذكر قول احد المفكرين أن الغربين
يسخرون كل طاقاتهم لانجاح كل الفاشلين
بينما نحن في الشرق نسخر كل طاقاتنا لإفشال كل الناجحين؟!!!!!!!
نحن بحاحة إلى مراجعة شاملة لاعادة بناء الذات
وتطهير النفوس من كل ماهو مشين ومهين
قبل أي بناء آخر وأن نتخذ مواقف شجاعة
إلى محاربة هذه الأفكار والممارسات الخاطئة
وانقاذ جيلنا الحاضر من الانحلال والضياع
والوصول به إلى بر الأمان.
ح/م

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ