
كأسكَ يا صديقي
يقولون عاما مضى وعاما آتِ
أحلاما موءُودة وأحلاما وليدة
ما بين عالم بِرِدَاء أسود قاتم
وآخر برداء أبيض فاخر
وعالم لعين سقط في الطين
…..
إرفع الكأس
فلولا حضوركَ في وجداني
ما كانت الحياة حياة
وما كانت البساتين تعجُ بالأزهار
وما كانت العطور تطيرُ عبر الأثير
وما كانت العصافير تغرد على الأشجار
……
إرفع الكأس
فنبيذكَ أحمر قاني
أراهُ حلالاً وغيرى حرامًا
أراهُ لونا بديعا بلونِ شفاهكَ
وغيرى يراهُ دمًا مريبًا
نخبكَ …لننسى معًا
صرخات البؤس في داخلنا
وصوت المدافع والصواريخ تزلزل الوجدان
ورائحة البارود وحريق الأجساد تقلب الموازين
فالشرُّ مارد والخير ضعيف البنيان
………
إرفع الكأس
واعطني قميصكَ
لعلهُ قميص يوسف
فأبصر العالم الجديد
وأشتمّ رائحة الميلاد من جديد
أعطني قميصكَ
حتى أتوهُ في ليلٍ جميل
في بغداد….في بيروت
في دمشق…في تونس
في مصر…في سماء فلسطين
أو في مأرب سدَّ العروبة المُنهار من زمنٍ بعيد
أعطني قميصكَ حتى
أحتفظ بكِ دائم الحضور في أحضاني
حتى أحبكَ كما حُب عطركَ المجنون بي
الذى لا يغادر ثيابي أينما أكون
……………
تعالَ فإني محطمة الجدران والأركان
ونوافذي لا تحتمل أعاصير الفيضان
تعالَ أشعل لي حطبًا
فالحب بدونكَ كمدفئةٍ بلا نيران
……..
تعال فأنا غير النساء
لا اضع سحراً أو حجاباً
ولا أنثر الزهر للجان
تعال لأنام على كتفكَ
وأخلد للنوم في أمان
أتنفس أنفاسكَ حتى تهدأ نفسي بسلام
حتى أحلم أن لي فارسًا في هذا الزمان
إشرب الكأس قبل أن يرحل العام
فنخب صداقتكَ أجمل في نهاية العام
ونخب حبكَ أحلى في بداية العام
#سوزان_البربري
