
ما بيني وبينكَ
ما بيني وبينكَ النصف الآخر من العالم
مسافاتٌ طويله وفوارق أكبر
عالم الركود وعالم الحيوية
عالم الخضوع وعالم السيطرة القوية
ما بيني وبينكَ ثقافة
تقاربتْ فيها أرواحنا
وتباعدتْ فيها أجسادنا
بين الروح والروح
والأطياف التي تسكنُ كُلَّ مكان
وبين رُسل الحب التي تنشدُ معزوفة الوصل المنفردة الأنغام
بيني وبينكَ كثيرٌ من الصفات
الفارق أنني حواء وأنتَ ادم
كبيرٌ أنتَ بالمقام
وصغيرةٌ أنا في الأحلام
شتان أن يجتمع
حلم الأغنياء بحلم الفقراء
وشتان أن أهوى
أنا شربةً من ينبوع الماء
وأنتَ تهوى الشراب من أكواب كريستال مذهبة الأطراف
تدعى انكَ من عالمي المثالي الُمعدم
وأنتَ سيد العالم الحر
وتقول لي أنا بسيط …وأنتَ مُعقَّد
تقول لي أنا سهل… وأنتَ مُمتنع
تتكلم وتترفق بحالي
كمسكينةٍ تجوب البراري
كنتُ أظنكَ مثلى ….
ثقافتكَ برجوازية
لكَن هيهات أن تلتقي الأرض بالسماء
لكن سأغامر
وسأحبكَ دومًا كمَا دموع المطر
عندما تَحُن على الأرض وللماء تفتقر
ولن أكابر ولن أجادل في كونكَ عندي السماء والقمر
فأترك لي بصيصًا من الأمل
لعلى أرنو دومًا للنظر
فسماؤكَ شاهقة وعلوكَ فَاقَ السمع والبصر
…….
أحُبكَ أنا
كفنانةٍ تبحثُ عن صخرة نفيسة في أعلى قمم الجبال
وأرسمُ لكَ عيناً وقلباً وشفاه في أروع صورة لإنسان
وأطلقُ عليكَ اسماً قريباً من الوجدان
ينعم بالرضا ويدلل على البهاء وينشد الغفران
ونسيتُ من فرحه الوجدان
أن أعطيكَ دمي ليجري في الشريان
وأن أمنح النبض في قلبكَ كمَا الإنسان
وحلمتُ أنني بحبكَ أبني من الأشجار بيتاً دافئ الأركان
وهناك في الآفاق ثريا كمَا النجوم في السماء
وأرض صخرية كمَا الكهوف في سالف الأزمان
وسريرٌ مفارشهُ من وردٍ وريحان
ووسادةٌ من ريشِ نعام
وشموعٌ في كلِّ الأركان ومن كل الأحجامِ والألوانِ
وقيثارةٌ تشدو بالألحانِ
وعزف ناي شجي الأنغام
وعلى الجدران جداريات من فنونِ ونحت وعمدان كالصولجانِ
فالأحلامُ أجملها في الأمنيات
والحبُ أجملهُ الجنون
والعشقُ أحلي ما فيهِ الفنون
فأبدع في حبي
حتى أبدعٌ في حبكَ حدَّ الهذيان
وألوذُ في أحضانكَ بالتمني ليل نهار
أبحث عن معنى الحضارات
فالفرق ما بيني وبينكَ
حضارتي بناء قلب إنسان
وحضارتكَ إرهاق قلبي في الوجدان
#سوزان_البربري
