
عندما أعود إلى عفرين(2)
سأصعدُ إلى أعلى المأذنة
إلى أعلى جبل ٍ
في قريتي
و أمدُّ يدي إلى السماء
و أمسح عن النجوم
شحوب الأيام
و سأزقُ بالغيوم
بين الحقول
و أنقذُ
ما تبقى من أغصاني
من قبضة الظلام
عندما أعود إلى عفرين
سألاحقُ
كل لون ٍ يغسل صدر القمر
بماء الجمال
كل صوت ٍ يضم صدى الطنبور
لِدجى الخيال
و سأطاردُ
كل حزن ٍ
يأبى الزوال
و سأبني للزيتون
معابد خضراء
فوق الأرض
تحت الأرض
و سأزخرف جدرانها
بآيات رب الجلال
عندما أعود إلى عفرين
سأعود إلى ترتيب أحزاني
و أحلامي
و أمالي
و أيامي
و كل ما تبقى لنا
بين مخلفات الدمار
و سأفتش بين قصائدي
عن حروف ٍ
لم تتسربل بالعار
و عن كلمات
لم تعتاد
على لغة الأشرار
عندما أعود إلى عفرين
سأقول :
هنا ..
سقط الإنسان و التاريخ و السلام
هنا ..
توضئ اللصوص
بدماء الأطفال
بدموع الأمهات
بمسحوق العظام
هنا ..
مشى الكفار
على رقاب الشعب
بالخناجر
والسواطير
و لم يفلت من جرائمهم
حتى الدجاج و الحمام
هنا ..
حرق الطغاة
صوري
و دفنوا كل ذكرياتي الجميلة
تحت الركام
عندما أعود إلى عفرين
سأروي للأشجار
بأننا كنا مغبونين
و لم نجد في معارك
بني قعقاع و صلاح الدين
أي إنتصار
و لم نرى زهرة تتفتح
بين الغبار
و لم نسمع بتاريخ الكون
خالقاً
أو مخلوقاً
يبارك للأشرار ..
بقلمي : عصمت مصطفى
أبو لاوند
سورية
