قل…. لمن يذبح القصائد…:بقلم الشاعر :عصمت مصطفى ابو لاوند

قلْ .. لِمَنْ يذبح القصائد ..

قلْ .. لِمَنْ يذبح القصائد
سأجلس على عشب فمي
في ظل زهرتي
و أعضُّ
على إبتسامتي ..

من الصعب ترويض
جرح ٍ ينزف ..

لا تضغط على قلبي
إنه يعمل
بدون دماء

لا تفجر رئتيَّ
إنها تتنفس
بدون أوكسجين

لا تخدش عقلي
بقول الحقيقة المزيفة
أنا بين بقع الغبار
أمسح في عيني
لوحات صور ٍ فارغة ٍ

لا تنتظر مني
قصيدة مديح ٍ
كل شيء ٍ فيَّ يؤلم
حتى يُخرجُ
حرف واحد

لا تتوقع أن أعلق كلماتي
في صنارة صيدكَ
لتصطاد الحواري
في بحر الشعر

لا … لا
لا تأتي
لا تطرق بابي
الكلاب أخبرتني
و قالت لي ..
قمْ برحلة بين الرموش
خيرٌ لكَ
من عناق حلم ٍ
يرتجف من البرد

لا .. لا
لا تقترب مني
قلبي مازال ينزف
و ألمٌ خبيثٌ ماكرٌ
يعصر دمي
لا تقترب ..
فتصابَ
بحمى .. حب الوطن

لا .. لا
و عندما أقول : لا
أدركُ تماماً
أن قول : نعم
لا ينفعكَ
و لا ينفعني ..

لا .. لا
لا تؤول قصائدي
على مزاجكَ
فالبارحة ..
شاب مسكين توفي والده
و نصب له خيمة عزاء
و ذبح على روحه
خمسون خاروفاً
ظنَّاً منه
بإرتكاب هذه المجزرة
قد أشترى الجنة من الله
للمرحوم

لا .. لا
لا تقلب أفكاري
إنه كرغيف الخبز
يخرج من بيت النار
طازجاً
محمر الخدِّ
لا ينقصه
سوى جبنة الإبتسامة البيضاء
و كأس شاي
و قبلة ..
ليصبح قصيدة .

لا .. لا
لا أرغب بزيارتكَ
فوجهكَ المجعد ، اليابس
يخطط لتأسيس حزب ٍ جديد
اكثر مؤامرةً
من الأحزاب السابقة
و لست صغيراً
لأصدق عيناكَ
اللذان يؤسسان تحت ظلال الهدب
لكتائب المطر

لا .. لا
لا تمهد في تراب جفني
إن قلبي
لا يبني الأحلام و الأمنيات
على جدران ٍ محطمة ٍ

لا .. لا
لا تحاول
أن تنام على عشب فمي
أنا في ظلِّ زهرتي
أذبحُ كلماتي
أفني ذاتي ..
لن أسمح لغيري
أن يشرب قصائدي
أن يأكل قبلي
أن يعضَّ على إبتسامتي ..

لا .. لا
و ألف لا
فأنا ..
أنانيٌ ، ساديٌ ، مازوخيٌ
ديكتاتوريٌ .. بيرلوتاريٌ .. كونفوشيٌ ..
بوذيٌ .. زردشتيٌ ..سرياليٌ ..
داروينيٌ ..
بيزنطيٌ .. أغريقيٌ ..كلدانيٌ ..آراميٌ
فينيقيٌ ..شركسيٌ .. آشوريٌ ..
كرديٌ .. عربيٌ .. سوريٌ
عفرينيٌ ..
… في حب ِ الوطن ِ
… في حب ِ الوطن ِ .

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ