
فِي مَقَرِّ ضِفَّة الزَّمَن
بَعِيدًا عَنْ مَسْرَح الْبَصَر
متنائي عَن ظِلالِ الشَّجَرِ
هُنَاك سَقَطَت
ثَمَانِي و أَرْبَعُون خَرِيفًا
زبلت بَيْن ذَرَّات الْحَجَر
قبلات افْتَقَرَت
فِي دَوَائِرِهَا الْمَسَرَّة
أَحْزَان تَكَرَّرَت
فِي الْمَسِيلِ أَلْفَ مَرَّةٍ
كَمَا السُّفُن الْمُعَلَّقَة
باجنحة الرِّيَاح بِلَا مِجْداف
و تلوذ الْخَيْبَة لتستوطن
أَثْقَالِهَا عَلَى الْأَكْتَافِ
فَلَا يَكَادُ يَلْتَئِم جُرْحًا
لينزف الْأُخْرَى
فعلتي كَامِل الْأَوْصَاف
فَجْر اشتاحه الظَّلَام
غَدَّى عَلَى كاهلي كالضفاف
وَلَّى الزَّمَن الصَّبِىّ لِيُطِل الْعَجْز
و لِيَحِلّ الْإِنْصَاف
و هَل اكْتَفَيْنَا
مِن نَبْرَة الابْتِسَامَة
أَقْبَل الْهَرَم
و ظَهَرَت الْعَلَّامَة
هَل ارتوينا مِنَ الظَّمَإِ
و اجتزنا بِر السَّلَامَة
فَلَا اسْتَنْشَق أَحَدًا نَبَع الْخُلُود
و لَا أَحَدًا عَاد
لِيُرْوِي أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
لِكُلّ كِتَاب أَجْل
فَأَنْصَت يَا نَفْسُ اللَّوَّامَة
فَمَا أَخْشَى اللَّه
أَكْثَرَ مِنْ تَقِيِّ و عَالِمٌ و عَلَامَةٌ
فَمَا أُفْتِك مِنَ السَّيْفِ
مِن فَتْك اللِّسَانِ إذَا نَطَقَ الْكَلَامَا
رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا و بِمُحَمَّد نَبِيًّا
و مِنْ الْأَدْيَانِ إسْلَامًا
بِقَلَم / سَعِيد اوسي
