
مِن السِفْر القديم
عندما اتحدت آهاتي
كان القلب حديث الولادة
في كل صباحٍ أتيمم مآسيَّ
وخلف السراب
أذهب لأواري عورتي
دون وضوءٍ أصلي
وعند الإياب
أتفل على مجاري البول
مسالك البراز
أركن بجوار كومة روثٍ
كي أعترف أنّ العدالة
تُشْرى وتباع
وأن الله ما رنا مرة
لينظر بأمر الفقراء !!!؛
بامرأة لامستني
أتطهر
فأتممت وضوئي بِمضاجعةِ
كانت بائسة
عندها تيقنت أن الصلاة غير مجدية
طَلَّقتها ثلاثاً ورباع
عزمت أمري
أن لا أكون
تيممت مآسِيَّ
بِجفاف اليباب
وكان قد جف نبع عطائي
يتماوج اللون القرمزي
بعيداً عن مجال رؤيتي
الريح تهز أكتاف الموج
تبعثره رذاذاً على قامات الهمم
تتطاير ذرات الغبار
تحت أقدام الزمن
الليل مازال يورق أغماداً
لسيوفٍ مَشحوذة
النهار عليلاً تغتاله الخفافيش
عتاق الخيل في مرابضها
مطأطأة الأعناق
الصمت خريف قاتم
ريح صرصر
بَياتٌ دائم
ينفرط عقد أيامي
يغمرني غبار الأزمان
أعتمر السراب
بين الحقيقة والحلم
اتوهم أشياء كثيرة،
في سفري البعيدِ
نحو أحلامي
بعد أن أدركني الوقت
والزمن تعداني
لا ضوء يلوح بالأفقِ
رعبٌ كان حلمي
أُناس تركت ورائي
جياع عطاش
جرحى ومرضى ومعاقين
وآخرون على الأبواب والطرقات
مُتسولين
منهم من يحمد ربه
ومنهم من يكفر بِخالقهِ
وآخرون ينسجون الإنتصارات
ويتوعدون السراب
من نصر إلى نصر
انتصرنا وسننتصر
وفي أروقتهم
بأيديهم
يزرعون الخراب !!؟
أتوب عن اقتحام الأشياء
أنثني على ذاتي
أتكَوَّر ….
آه يازمني ….
هل من عودةٍ ؟
بعد هذا الخراب ؟!!!
ما زالت الأسفار …..
تقضُّ مضاجعنا !!!!!
………….
… ماجد المحمد …
