قصة قصيرة  : بقلم محمد محمود غدية / مصر لوحة ساخرة

قصة قصيرة :
بقلم محمد محمود غدية / مصر
لوحة ساخرة

يحرص على حضور الندوات الأدبية التى تناقش الشعر والقصة، والتى لا يكتبهما، متذوق فقط هكذا يقول عن نفسه، حتى حفلات الموسيقى أيضا لها نصيب مكثف فى حضوره، رغم عدم معرفته الفرق بين الكونشرتو والسيمفونية، المعارف لديه سطحية لا تتعدى القشور، يهتم بيوم الإفتتاح فى شتى النواحى، ربما لوجود بعض الشخصيات الهامة المدعوة للإفتتاح، حتى الجريدة التى يحرص على شرائها من باب الوجاهة، لا يقرأ منها سوى المانشتات فقط، لاتهمه المقالات والتحقيقات، شوهد فى إفتتاح إحدى المعارض الفنية، بصحبة أربعينية ربعة، ترتدى نظارة ذات عدسات سميكة، أخفت فى براعة، على الأقل عشرة أعوام من عمرها خلف الصبغات الموزعة بعناية فائقة بوجهها،
خمسينى متأنق الملبس، يتوقف أمام بعض اللوحات، فى إحدى الأتيلهات الخاصة بعرض لوحات الفنانين، يشرح للأربعينية بعض اللوحات، خالطا بين الكلاسيكية والمدرسة الحديثة، لا يعرف حتى فنية قراءة اللوحة، الأربعينية تتأمله ساخرة،
بعد أن كشفت زيف معرفته عن الفن والفنانين، إستأذنت فى الإنصراف، صافحه صاحب المعرض مرحبا، لتأملاته التى بدت مدهوشة أمام بعض اللوحات، يسأله الخمسينى
مشيرا إلى لوحة قائلا : هل هذا ماتسمونه الفن الحديث، إنها مجرد بورتريه لا فن فيها ؟
– إبتسم الفنان قائلا : هذه ليست لوحة إنها مرآة .

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ