
ذاكرة من الواقع
…………….
قُبَالَة أَطْرَاف الظَّلَل كَم و نَوْعٌ مِنْ الْمِيثَاقِ ،
حَقَائِق و غَرَائِب فِي زِيِّ الصَّوَاب .
عَدَالَة بمعدل ضَنِين ، فَاقَت مُقْتَضَيَات الزَّمَن ، فَلَمْ يُعِدْ تَلِيق حَذْو التَّتَبُّع و التَّطْبِيق ، فالهيكل لَمْ يَعُدْ يَلِيق بِالزَّمَن هُنَاك كانُو فِي غَمْرَةٍ الْفَرَح تَسَلْسَلَت الْأَيَّام ، و تَعَاقَبَت اللَّيَالِيَ فِي فَيْض الْإِخَاء ، و الْمُصَافَاة و رَوْعِه الْمُسَاوَاة ، كَمْ كَانَ يآزرني ذَاك الصِّدِّيق ، و كَمْ كَانَ يعاضدني ذَاك الرَّفِيق ، و كَمْ كَانَ يناصرني ذَاك الْخَلِيل ، تَكاتَف لَمْ يَسْبِقْ لَهَا الْمَثِيل ، و أَن حَلَّت الْخُصُومَة و اِنْدَلَعَت التَّنَافُر و التَّفَرُّد لَمْ يَتَجَاوَزْ الثَّلَاثَة . . . يَوْمًا . . سَهْوًا . . و يَوْمًا نَدَمًا . . و يَوْمًا تَرَاجَع إلَى بُوتَقَة الْحَقُّ الْمُبِينُ . هَكَذَا كَانَتْ مُنَاصَفَة الْوُجُود حُبٍّ وَ وُد و تَضَافَر لَيْسَ لَهُ حُدُود ، قَبْلَ أَنْ تُطَلِّقَ الرَّصَّاصَة وَالْإِيقَاع فِي عَوِز الْخَصَاصَة و تَنْهَال السُّدُود و تَهَشَّم الْأَجْسَاد و تَفَشِّي الرضوض و تَغْمُر الْقُلُوب حِقْدا و تنهمر التَّخَاصُم و التَّفَرُّق و تَخْلُ عَنْ الْإِرَادَةِ الصمود . انْفَجَرَت شُعْلَةٌ البُرْكان لَتَهْدِي الْحَيَاة لَظَى لتضرم الْبُنْيَان احْتَرَقَت السَّنَابِل و اغتصبت الْأَشْجَار و ذَبُلَت الْأَوْرَاق و تَعَانَق الْمَوْلُود و الشَّجَر ليختلط مَع فُتَات الْحَجَر و الْأُمَّهَات قَد احترقن أَكْبَادِهِنّ لتلحقن بالاحباب و هُنَاك شَيْخ زَادَ فِي هَوْل شَدَائِدُه مِنْ وَصَبٍ الْعَذَاب . وَجَنَى عَلَى الْخَلَائِقِ وَقْعَة استوقفت الضَّمَائِر و ادمعت الاهداب ، فَاخْتَلَطَت الْكُلِّ مَعَ الْكُمّ و لَمْ يَعُدْ يُدْرِك الْحَكِيم دَرْب الصَّوَاب قَدْ سَقَطَ بَيْن جِلْبَاب الْحِيرَة مُتَرَدِّدًا مَنْ عَلَى الضَّلَالَةِ وَ مَنْ عَلَى الْمَآب هَذِه قِصَّتِي الجانِحة ابْتَلَّت مُهْجَتِي العاشقة و تَرْمُل الْأَمَلِ فِي أَوَّلِ خَطَؤُه لِيَوْم السَّعْد و تَرِف الْقُلُوب لِأَنّ يَنْجَلِي الدُّجَى و نعلن الِاجْتِيَاز لصخب الْعِرَاك و ظَمَأ الِاحْتِرَاق و أَنْفَاس وَاهِيَةٌ تَشَعْشَع ببريق الضِّيَاءِ لَا نَعْلَمُ أَنَّ كَانَ رُوحًا مِنْ مَدَدِ الْحَيَاة أَمْ هُوَ سِرُّ الْبَقَاء بعبق الْمَمَات .
بِقَلَم سَعِيد اوسي
