على هدير الصمت:بقلم:سعيد اوسي

عَلَى هَدِير الصَّمْت
. . . . . . . . . . . . . . . .
كَم تَلَبَّدَت الْأَفْكَار بصغة الْإِبْهَام و اخْتَلَط الْيَقِينِ مَعَ الغُمُوض ، حَائِرٌ أَنْتَ مِنْ هُوَ الْحَمْل الْوَدِيع و مَنْ هُوَ اللَّيْث الَّذِي يَبْتَسِم و يَتَأَهَّب ليجعلك ضَحِيَّة لِجُزْء مُقْبِلٌ ، سُيلَ مِنْ الْإِحْبَاط يهديك الْحَبِيب و الْقَرِيب فتتجشم الْجَرَّاح عَلَى سَرِيرِة الصَّمْت و تتلهف نَبْرَة النياح عَلَى غَلِيل اللَّهَب ، شَاقٌّ أَنْ تُجْبَرَ الْخَوَاطِر ، متعزر أَنْ تُبْدِيَ مِنْ رَحِيقٍ الْأَمَل حَفْنَة و تُنْبِئ بالمخاطر ، فَقَد اضْمَحَلّ الرِّضَى و زَال بَهِيج الصَّلَاح لَنْ تَجِدَ مِنْ يُدَاوِي جروحك و يَطِيب صروفك ، خُطُوَات مُرْتَدَّة خَاوِيَة كالبريق الخَافِت و عَدَم لِأَيّ تَطْلُع لافِت ، غيوم عنيدة تَرْفُض أَن تنهمر و سَمَاء سَحيق لايبصر فِيهَا مِنْ صَفَاءِ الصَّحْو ، رَغَبَات بِلَا ضِفاف و أَمَانِيّ أَطَالَهَا الْجَفَاف خطَا متعثرة مأججة بِثِقَل الْخُطَب لَمْ تَعُدْ تَفْصِلُهَا عَن الْهَاوِيَة إلَّا الْقَلِيلُ ، أَعْمَاق تملأها الصُّرَاخ ، جَحِيم و حَمِيمٌ بَيْن صَفَحَات السِّنِين و صَبَاح مُجَرَّدٌ مِنْ الضِّيَاء و تَرَى الْفَرَحة متسكعة فِي الْأَزِقّةِ بِثَوْب مُهْتَرِئ و لِلْحُزْن مُتَّسِعٌ أَكْبَر لِيَطُول الْبُكَاء ، هَذَا عَاشِقٌ الْحَيَاة فَتَرَى بسمته مَمْزُوجٌ بِالْبُكَاء و ذَاك عَاشِقٌ لِلْحِلْم الْجَمِيل ليشدو عَلَى الصُّدُورِ قيثارة النَّحِيب ، السُّعَدَاء هُم الْأَطْفَال يَسْتَقْبِلُون لَمْسُة السَّيْف كَمَا لَمْسُة الْأَنَامِل مِن سواعد الْأُمَّهَات وَحدَهُم لَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْحَمْل و الذِّئْب ، هَيْهَات أَن تَجِفّ الدَّمْعِ مِنْ الْأَرْضِ فالأسى لَن تُفَارِق الْأَعْيُن الشقية هَيْهَات أَنْ تَرْحَلَ كَأْس الدَّمْعِ مِنْ لَهَيْب الأَحْزَان و تَنْجَلِي الْبَلِيَّة ، تَرَى الظَّلاَل الزُّهُور قَد اِخْتَفَت بَعْدَ أَنْ زبلت تَحْت لَفَح لَهَيْب الشَّمْس الحارِقَة ، و اِحْتَدَم الْقَلْب الْهَائِم بالفقدان و الْحِرْمَان ، عَالِمٌ تَغَلْغَل بَيْن الظُّلُمَات و كَم تَأَلَّق صَوْت الصيات و تَنَوُّع صُنُوف النَّكَالِ وَ أَبْدَع الْأَفْكَار بِرُوح الْجُنُون و تَلَوَّن أَلْماسِي بِكُلّ الْمَذَاق بِكُلّ أَلْوَان الشجون و بَات الْفَانِي مَصْرُوعًا بَيْن فكي الْآثَام و الْأَسْقَام ، أَحْلَام يقظتها صَرِير الطُّوفَان رَفٍّ فِي عُمْقِ الغُمُوض بَيْن الْجُفُون فِي قَعْرِ الْهَوْل المفاجئ اِنْهَارَت السَّكِينَة فاجتازوا كُلّ الْحُدُود ، هُنَاكَ بَيْنَ رُكام الْوَحْدَة و الْوَحْشَةَ بَيْنَ الاطياف و الْخَيَال تَحْت إنْظَار السَّحْب و أَضْوَاء الْقَمَر كَانَت النَّجَاةُ مِنْ لَهَيْب الْغَضَب و نَوَاه كُرِه اللَّهَب فامتزجت السَّعَادَة مَع الْكَآبَة و الْأَمَلِ مَعَ الْخَيْبَة و الابْتِسَامَة مَع الْعَوِيل و الْعِجْل مَعَ الْأَجَلِ
بِقَلَم سَعِيد اوسي

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ