
الضياع
حين تشتد علي العواصف
و تصفعني الرياح من كل جانب
وترجمني حبات المطر
وتناديني جثث المقابر
أشعر باليأس والفزع
فألجأ إلى الفرار
فتطاردني الشوارع
و تبدأ الازقة بملاحقتي
وتطوقني الأرصفة من كل جانب
فألمح سبابة الموت
مصوبة نحوي
فأجمع قواي المتبقية
و أتحلى بقليل من الجنون
لأخترق كل الحدود
و أتجاوز كل الأشارات
الحمراء و الصفراء
و أجعل من دخان سجائري
سفينة نوح وأبحر بها
إلى جبال جودي
علني أحطم سبابة الموت…
حينها ….وفجأة ..
أشعر بوجود شبح إمرأة بجانبي
تضمني إلى صدرها
تغطيني برموش عينيها
تزرعني وردة بين نهديها
تمسح الخوف من على جبيني
و تخبئني في غابات شعرها
لتحميني من الموت
أتأمل في وجهها ..في ملامحها
في شعرها الغجري المتناثر حولي
علني أعرفها علني اتذكرها
فأذا هي المرأة التي عشقتها
قبل ملايين السنين
تلك التي ذقت المر من يديها
فألجأ إلى الفرار ثانية
ولكن إلى أين ؟؟
حيث كل شئ ضدي
الشوارع…
الأزقة …
الأرصفة …
الأبواب ….
و السماء…
و المطر ….
فأين المفر
حيث الموت ورائي ..
و الموت أمامي ..
فلا جدوى
لأعود و بدون أن أدري
لأرفع سبابة الموت
في صدري
و أركع عند قدميه
وأتوسل إليه
لينتزع روحي
لأني ادركت ..بأن الموت
هو الملاذ الوحيد
من مخالب…
ا..ل..ن..س..ا..ء..
