إستمري بقتلي :بقلم: مصطفى محمد كبار

إستمري بقتلي

لم أحفظ أسمي عندما
شربت كأس النبيذ
المغشوش
و لم أعلق صورتي على
حائط المثقفين بين الشعراء
المحبطين
مثلتُ فقط دور الرجل في
سيرك المشعوذين
فرسبتُ في الإمتحان
الأول من كسلي
و رسبتُ بلإمتحان
الأخير من مللي
و كنت أعلم بخيانتها
العظمى
لكني قلت ربما تجد
يوما الطريق إلى التوبة
لله و تصحو من
الوحل
كنت أعلم بأنها ستقتلني
بكل يوم بغدرها
لكني رجوت الله أن
أسلم
من طعنة خناجرها
المسمومة
فمت باكرا بخذلاني بين
حجارة الغرف
كنت أزرع بين نهدها
بكل ليلة
زهرة البنفسج من صورة
الرحمن
و كنت أعداعبها بعطر
مكة المكرمة و
حلمت
و كنت أهمس سر عاطفتي
لها و أعبر عن
إشتياقي
جلست فوق بركة الخراب
أراقبُ سراب الترميم
و لكني كذبت على الله
بطيب قلبي
حينما بكت الثعلبةُ بحضن
الحمام
فإنكسرت وجعاً متدحرجاً
بكل شوارع الرجال
و كتبتُ عنوان الكلاب على
باب السماء شاكياً
و قلت لها ذات مرة بأول
لقاء بيننا
قلت لا تحاولي أن تقتليني بوقت
هزيمتي و إنكساري
أستريحي قليلاً من العبث بثوب
السماء
و لا تستعجلي بطعن السكين
بظهري
إنتظري حتي أعود من موتي
مرةً اخرى
بعدها سأكون جاهزا للموت
المبكر
فأنا ضحيتكِ منذ آلاف
السنين
فكوني مطمئنة لسقوطي
بين أنيابك
فأنا جسدٌ متهالك من كثرة
الطعنات
فلا أقوى على مبارزة حتى
ذبابة القمامة
فإستمتعي بقتلي يا قمة
الحقارة و إرقصي مع
الشيطان
على جثتي القديمة
المعفنة
فأنا فقط خلقتُ لكي أموت
بكل يوم ألف مرة بيديكِ
القاتلة
ملاحظة صغيرة يا سيدة
السكاكين
لما تقتلينني و أنا ولدتُ
مقتولاً من رحم
أمي ……… فكفى الطعن
بالمقتول المسكين
فحرامٌ الطعن بالأموات
الخاسرين

مصطفى محمد كبار
حلب سوريا
1/12/2021

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ