
جرح جديد ..؟!.
لماذا ، كلما أحاول
أن أكتب قصيدة جديدة ..؟!
يشبُّ النيران
تهبُّ الأعاصير و العواصف
في داخلي
و تكسرُ ..
كل زجاج نوافذ قلبي
و يخرج شيطاني الرجيم
و يغسل وجهه بنهر دمي
و يأكل زادي
و يسلط
كل أعداء الحب ، علي
لماذا ، كلما أحاول
أن أكتب قصيدة جديدة ..؟!
تتذكر حروفي
أغاني فيروز و شفان
و تلحُ على كلماتي
طلب الحرية ..
لماذا ، كلما يرن بدماغي
كلمات ..
الحب ، الحرية ، المرأة ، الثورة ، الوطن ..
يأت ِ عقلي
بكل أجهزة القمع
و يحاصر قلبي ..؟!
لماذا ، كلما أحاول
أن أنسج قميصاً جديداً
لإبتسامتي ..؟!
يأت ِ دمي
بميلشيات الحزن
و يقف على باب فمي
لماذا ، كلما أحاول
أن أحتضن سريري
يسقط أحلامي
عن ظهر خيل الضوء
و ترحل بشظايا الوجع
بعيداً .. بعيداً
في عمق ِ عمقي
لماذا ، كلما أحاول
أن أدخل غرفتي
و أبحث عن رسائلي
بين أوراقي المبعثرة
يشتعل الورد
بين الأعشاب الجافة
و يرتفع الدخان
بين الأثداء الممزقة
و يأت ِ الليل
بذكريات الجمعة السوداء
بين رائحة الخلايا المحترقة
لماذا ، كلما أحاول
أن أفكر ..؟!
بمأساة شعبي
تكتظ الضحايا
في ساحات مدينتي
لماذا ، كلما أحاول
أن انسى زيتوناتي ..؟!
يأت ِ الريح
بنشيد الجرح
إلى شرفتي
لماذا ، كلما أحاول
أن أكتب قصيدة جديدة ..؟!
يعتصم روحي
على ذرى وجعي
و يقف صوتي
بمنتصف حنجرتي
و يشدُّ بحبل الهاون و المدفع
فتخرج حروفي و كلماتي
بمظاهرات عارمة
و تحرق وطني
بكل شوارع جسدي ..
بقلمي : عصمت مصطفى
أبو لاوند
سورية
