هل تصدق:بقلم :مصطفى محمد كبار

هل تصدق

يا إبن الفلان بأن السماء
ستمطر
علينا في يوما من الأيام
نارٌ ……… و حجر

و إن الأرض سترفضنا من
حقدها
فترقص على لحن الغضب
الجن و الشياطين بوداعنا من
حزنها
على ولادة الشمس من
جديد

و هل تصدق

إن قلت لك
بأني قد كتبت فوق الشمس
نص قصيدةٍ باردة من دم
الحمام
مطرزة بالحزن والأسى
لكي يقرأها الشجر بسقوط
أوراقها قبل موسم
الخريف
عندما يهطل المطر شاحب
القطرات

وأن تجرأت بدخولك
إلى عالم شعري
المجنون
ستجد نفسك ضائعاً و حيداً
بنهاية مشوارك العبثي
في الأحلام التي تسكن في رأسك
الثمل
فتشرب بصحبة إمرأة جميلة
كأس النبيذ غالي
الثمن
و يديك ترتجف من الخوف من النظر
إلى وجهها
ثم تتجول معها بشوارع
المدينة الخالية من
المارة
و أنت تحمل بيديك مظلة
سوداء
لكي لا يراك أحد في تلك
الشوارع و الأزقة
المظلمة
فيأخذك ثملك يميناً و ثم
شمالاً
فيرحل منك ظل رجلٍ مهدوم
القوة
فتمر بنسيانك عبر نهراً
تجري من دموع
طفلة تراقبك من نافذتها
المتحطمة الزجاج
و هي تبكي على موت
أحلامها
مع الفراشة المقتولة من خلف الستائر
المعلقة على صدى هديل
الرياح
فتنظر إليك من دهشة حائرة
بعيناً صغرى و إخرى
كبرى
فتسقط من ثملك أمام قدميها
لتستعين بها للوقوف على
قدميك

و هل تصدق

بأن التاريخ ستكتب عنا فقط
بدفاترها
عندما تتحرر أقلامنا من
لعنتها و جبنها فتكتب عن
حقنا المسلوب
والمطر سيتوقف متجمدا في
الهواء
بداخل القصيدة من برودة
القلم
عندما يرى الإنسان يرقص فرحاً
بقدوم الموت
ليموت على العجل من حقد
الحياة و عذابها المرير
ليتنفس و يحيا في درب
الرحيل
و أن النجوم ستسقط مقتولة
متعبة
فوق دفتري من وحدتها
القاتلة
فتضيء ألوان بريقها لعجلات
القطار
المسافر عبر الأنين الجارح
والحزن
تاركة خلفها دموع البشر أمام عبادة
الرحيل
و هي تدعوا و تصلي على
وداع الأموات

فهل تصدق

بأني سأركع لإمرأة
تأتي من وراء الأحلام
و هي تبتسم في وجهي من
عبث
أتظن بأني سأبني من جلد نهدها
كنيسة
كي أدعوا بها و أصلي
للعبادة الأصنام
و هل تظن بإني سأدونها في
قصيدتي الخزوعبلية
كي يقرأها الحجارة و أشباه
البشر
فينتفض ضدي ثورة الزنج و
الهند
والإفرنج و التاتار و الأتراك
القدامى
بقصة قصيدتين نائمتين
تحت مخدتين
فوق سرير
واحد
أتظن بأنهما ضحيتين من
وجع الحياة
و هل تظن ستثنى من صفعة
قوية
يأتيك من ظل رجلٍ نائمٍ
على الرصيف
لا يملك ثمن رغيف
خبز ليسد جوعه
الكافر
و أنت تشرب بصحبة أصدقائك
الأركيلة المزخرفة بالذهب
في فنادق الأثرياء
فتظن بأنك أميرٌ
من أمراء الخليفة لتملك
قوة جبارة
تحزف بها جبلٌ شامخ من
هضبات التاريخ
فيحلق غبار صمته فوق
رأسك
فتبني بها قصراً
ملكي لترقص بها الرقصات
والجواري أمام الخدم و
العبيد
على صمت السماء النائمة
في سفر الريح
فتوهمك الظنون بأنك
قد حكمت تلك القصور
التي بنيت من وهم
المطر

فيا أيها الإنسان

لو رفعت أحجار القبور
لقرأت عما جرى
في الأمس من مآسي و
ظلم
تركتها الأقدار لتنزف و تنزف
جراحها على الموتى
النائمين
و لو رفعت الجثث من تلك
القبور
ستجد من تحت كل جثةٍ
صرخة ألم و جرحً
عميق
مع نص قصيدة العمر
الباكية
و أن قرأتها من أحرفها أو
لمستها بيدك
ستجدها تجري مسرعةٍ إلى
حضن إمرأة
تجلس قبالة الخيال تلملم من حولها
دموعها و حزنها
من داخل قصيدتي الغريبة
بالشكل و المضمون
و أنا أمسح شعرها الطويل بجرح
يدي القديم

فهل تصدق

أن قلت لك يا سيدي الغافل
بأن تلك الإمرأة
تسكن في دمعتي منذ
سقوطها على الأرض خلف
الرحيل
و أنا من كثرة إنشغالي بالقصيدة
نسيت أن أسمها في ختام
النص
سراب الحلم

فهل تصدق ………….

بقلم …….. مصطفى محمد كبار
حلب سوريا
25\3\2009

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ