الحلقة الخامسة من كرديوانيات :بقلم :سليم محمد مجيد

الحلقة الخامسة من كرديوانيات سليم محمد-
لم يكن بمقدوري المكوث بين ترابِ الطرقات وآخا بلوبلو أكثر مما تحملتُ
وما كان بمقدوري قتل العقاربِ
واصطياد القنافذِ
واحتلال القلوبِ أكثر مما فعلت
كان الوقتُ/ آنذاك/ يمرُّ ثقيلاً وانا أنتظر دوري في ركوب/الجرجرة/
وأحياناً ماكان الحظ يحالفني فأعودُ خائباً أجرجر أحلامي المبعثرة هنا وهناك
أمسحُ دموع الخيبةِ بعد عدة محاولات
في الكرِّ والفرّ و صيد الكولكة –
اختبئُ خلفَ الكوزيدانة كلصٍ محترف ينتظرُ فرصَتهُ المناسبة
أراقبُ كل تحركات الكلب الأبلق وعودة قرمجيو من الجامع ،
أعدّ العدة لدخول معركة لا أعرف نتائجها
فإما الهروب إلى الوادي المخيف أو الفوز
بقبلة من فتاة عابرة خرجت تتفقد تبكاتها الجديدة لتكمل بها بناء الكوزيدانة وهي تتباهى بهذا الإنجاز الرائع
تلك سنوات عجاف فتحت في القلب
صنابير الشوق والحنين ،
وبعد أن اجبرتني الظروف على مغادرة زكاكات القرية ونباح كلابها وصوت الديكة إلى المدينةهاجمتني الذكرياتُ كعدوٍ شرسٍ،
اجتاحتني كسيلٍ جارفٍ
اقتلعت جذوري
واجبرتتني على ترك القرية
تركتها وكل المغامرات ورحلت مرغماً
لكنني أحتفظت بنصائح أمي
وطعم خبز التنور
وبعضاً من قبلاتٍ سقطت سهواً
وأنا أركض بفردة حذاء—
وللكرديوانية بقية

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ