
قصة قصيرة :
بقلم محمد محمود غدية / مصر
الندم
عينان قال الله كونا فكانتا / فعولن بالألباب ماتفعل الخمر
توقف أمامهما مدهوشا، وكأنه تمثال ثبت فى الأرض، أحد المارة لكزه فى كتفه قائلا :
أنهما عدسات صناعية ملونة غير حقيقية، تبتسم قائلة : أنها حقيقية، مازال مصلوبا أمامهما، غير عابىء بالدراجة البخارية التى كادت تصرعه، لولا كابح الفرملة المفاجىء،
خرجت من فمه الكلمات مرتبكة غير مرتبة، لا يدرى ماقال، مأسورا مبهورا، وجد نفسه يتبعها، من حارة لزقاق لمنعطف، حتى إختفت فى إحدى البنايات المتهالكة فى القدم، طرق الباب، رحبت به الأم
دارت فناجين الشاى، مطلقة ولديها طفل صغير مازال فى حضانتها، لامانع من زواجها،
خاصة وهو لم يسبق له الزواج، رفضت أسرته هذا الزواج المجهول والمفاجىء والغير متكافىء، وأمام إصراره وعناده، قاطعته الأسرة، كان زواجه مروعا، الجنة الموعودة التى حلم بها، كانت الجحيم بعينه، الزوج السابق يطرق بابه فى ساعات متأخرةبحجة رؤية إبنه، وحين حاول إثناءه عن هذا الفعل، سمع قذائف الرصاص من ألفاظ البلطجة المتدنية،
دون تدخل الزوجة المرحبة بطليقها البلطجى، بالإضافة للطفل الذى جلب أطفال أسرته القردة، ليتحول المنزل الى سيرك، لا مكان فيه للراحة، إنه أمام تجربة زواج لا ينفع معها التقويم، لاشىء غير الإنفصال، بعد ندم، ليس كل مايلمع ذهب ، زواج يجهل الأصول والنبت الطيب، دون رغبة الأهل، الذى ضرب بنصائحهم عرض الحائط،
إعتذاره للأهل تأخر لكنه ضرورى، بعد أن أدرك أن هناك المراكز الطبية لشفط الدهون، وتقويم الأسنان والأنف، حتى فى آسيا مراكز لتوسيع الجفون تقليدا للأروبيين،
شىء واحد لاتستطيعه كل المراكز الطبية فى العالم، ألا وهو تقويم الداخل الذى يتغذى على الحب والأخلاق والرقى، والمشاعر النبيلة والدفء الأسري .
