
و تراهم
ما أصدق الناسِ بيوم الرحيلِ وتراهم ماكذبوا
فعلى درب الوداعِ نامتْ أجسادٌ نومها رحبُ
ويسألونني كيف المبيتُ بديار السرابِ يقطنها
فهناك بالغيابُ راحةٌ ليس بهِ حدقٌ و لا عجبُ
صاروا حجراً في سريرهم الخشبِ محملينَ
جموعاً صاروا خلفهم خاشيعنَ يوما ماحسبوا
وقد تركوا وراءهم سراب الدنيا لمن يكذبونَ
حميرٍ باتت تسودُ بزيلها الطويلُ صدقَ الكتبُ
يبدلونَ وجهُ الميزانِ بما سهو و لزوا و لعبوا
يرقصونَ بجهد ما سرقوا و يفرحونَ بما نهبوا
كلابٍ قد مارستْ بيننا بغضُ نباحها و جالوا
بفساد الأرضِ ساكرينَ و ثملُ السكرِ ما وهبوا
إسباحتْ بشرها ديارُ العبيدِ و سكنوا غباراً
و الطيبونَ سقطوا بدرب الرحيلِ وكم تعبوا
حملوا نعوشهم في صدى الريح بيوم الضياع
قصدوا الله بحزنهم و راحوا يجرونَ الغضبُ
وقالوا أغثنا يا رب العرشِ هم غزوا و سلبوا
أحرقوا الزيتونَ و هدموا الحلمَ أتراهم غلبوا
كربُ الدماتِ كيفَ يصونها محاسنُ الدينِ
والتاريخُ حافلٌ بعدلُ السماءِ إذا عارٌ قد جلبوا
ها نحنُ نشتكي اللهَ و ندعوا لفرجٍ من ثقبٍ
فربما منهُ يسطعُ النورُ و يرجعونَ من تغربوا
ما أصدق السيفُ بدار الأعادي إذا ما ظلموا
كالبعيرِ ذابحون إذا جارنا السربُ فما إغتصبوا
وما أسخف زمان غربةٍ إذا يطولُ بقيد مقتلنا
فلعنة الله لمن شردنا كردٌ كانوا أو تركٌ أو عربُ
قتلوا الحياة فينا ركبوا درب الشيطان و كفروا
كلابٍ كل أيامنا منها على راسها باتت منقلبُ
مصطفى محمد كبار
حلب …….. سوريا 5/12/2021
