
كُنْتِ كزهرةٍ فوَّاحةٍ
كيفَ لي أنْ أعتادَ رحيلَكِ
و أتحمَّلَ نسيانَكِ ؟!
فقد رحلْتِ و تركْتِ في القلبِ غُصَّةً دونَ وداعٍ
كنتِ كالغَديرِ العذبِ
بالحُبِّ و الحَنانِ تروينَنا
و بصَفاءِ روحِكِ تَمُدِّينَنا
كالبدرِ السَّاطعةِ كنتِ تستنيرينَ ليالينا
و تأنسُ حياتُنا بكِ
زرعتِ الحُبَّ و الحَنانَ في قلوبِنا
كنتِ ربيعَ عُمري
و دائماً قُربي كزهرةٍ فوَّاحةٍ
كُلَّما تقدَّمَ العُمُرُ بكِ
تبدينَ الأحلى و الأجملَ و لا تذبُلينَ
و حُبُّكِ يزيدُ أكثرَ كُلَّ يومٍ
شدَّةُ الشَّوقِ و الحَنينِ إلى الماضي يُبكِينا
كنتِ تجمعينَنا حولَ المائدةِ و تحتوينَنا
لم أعتَدْ يوماً انطِفاءِ شَمعةٍ من روضةِ أُسرتي
و لكنَّني تفاجأتُ بانطِفاءِ أمِّ كُلِّ الشَّمعاتِ
كانتِ الأيَّامُ تغمُرُنا بالسَّعادةِ
و تسودُنا بالمحبَّةِ
ما أثقلَ و أمرَّ طعمَ الفِراقِ و الرَّحيلِ !
برحيلِكِ تركتِ جُرحاً نازفاً
باتَ مفتوحاً في قلوبِنا
و فراغاً لا يملؤُهُ أحدٌ
و حُزناً لا تمحوهُ الأيَّامُ و السِّنين
برحيلِكِ فقدنا طعمَ كلِّ شيءٍ جميلٍ
فقد تركتِ مرارةَ الحُزنِ و الأسى في قلوبِنا
فلا الصَّبرُ سيُمَكِّنُنا منْ نسيانِكِ
و لا الشُّهورُ أو السِّنون ستُقنِعُنا برحيلِكِ
و لا الأفراحُ قادرةٌ على مسحِ الدُّموعِ في أعيُنِنا
بعدَ رحيلِكِ عنِ الدُّنيا
أصبحَتِ الدَّارُ كئيبةً بغيابِكِ
فقد باتَتْ مَنْ كانَتْ حبُّها في القلبِ غائبةً
ما زالَ طيفُكِ يحومُ حولَنا في الدَّارِ
و يلاحِقُنا مُنادِياً
و شذا عطرِكِ يعبقُ تلكَ الأماكنَ
على فراقِكِ تنزفُ قلوبُنا
سيظلُّ يومُ رحيلِكِ في ذاكرتِنا محفوراً
——————————-
شيار ألياني ٢٠٢١/١٠/٢٥
