لوحة رمادية قصة قصيرة: بقلم :محمد محمود غدية/مصر/

قصة قصيرة :
بقلم محمد محمود غدية / مصر
لوحة رمادية

جميلة الطبيعة حين تزهو وتزهر، وتشرق الشمس فى خطوطها الذهبية، تشيع الدفء والبهجة لكل البشر،
ترى أن خيال الفنان هو الحب والنماء، تقضى الساعات الطوال فى مرسمها، أمام اللوحة التى لونت خلفيتها بألوان دافئة، كالطبيعة التى تحيط بها، والبحر الذى تتهادى أمواجه، يلثم الشاطىء ويعود الى البحر، محدثا سيمفونية بالغة العذوبة،
أخذت اللوحة من مرسمها الى حيث الطبيعة الساحرة، لتمسك باإحدى الأفكار التى تتقافز فى ذهنها، إقترب منها ذلك الحزن الذى يمشى على قدمين،فى صورة طفل نظراته حالمة وسنانة ندية، رغم البؤس البادى بوجهه الممسوح الخالى من النعمة، أجلسته على صخرة جوارها، تلملم شعره المتناثر فى فوضى جميلة، يبتسم دون كلام، ينتعل حذاء تظهر منه أصابعه جلية، يعلوه ثوب مهترىء، أعطته ساندوتش كانت أعدته لنفسها، يأكله بتلذذ وإستمتاع بالغ، راقبت الطفل وهى ترسم بضعة خطوط باللوحة، لصاحب الوجه الذى حمل بؤس العالم، الطفل ماأن شاهد أرنب يجرى، حتى جرى خلفه وأختفى معه، كل يوم ترجو الطفل الذى لايأتى لتكمل اللوحة،
إبن شقيقتها فى سن الطفل الذى أختفى، لوثت وجهه المشوب بالنعمة وخدوده المتوردة، بألوان القار الأسود، وأضافت بعض الألوان الرمادية لإظهار البؤس الزائف باللوحة، التى أتمتها وأسمتها البؤس وتقدمت بها فى المسابقة لتفوز بالمركز الأول، والذى لا تستحقه، إنها البؤس الزائف وحدها تستشعر كذب اللوحة، تلفها حلة من الضباب، وظلمة شديدة التماسك، تطيح ببهجة الفوز، ترتجف وهى تتقدم لإستلام الجائز، مثل زهرة خلعت عنها ثوب النضارة، وإرتدت حلل الذبول، التصفيق يطن فى أذنيها أشبه بزنابير الحقول، ترفض الجائزة وهى تتلمس طريق الخروج .

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ