
( نسيان مؤقت)
قبل الساعة العشرة
أو قبل عشرة أيام
لالا ..قبل عشر سنوات
اتذكر
حين كان رحيق الصباح
يثقل السنابل
وتستحم حبة
القمح بخجل
حينئذ كانت الأيادي البيضاء تنجد المغيث
حينها كانت أمي تحني
بياض جدائلها بحمرة
التراب
وتخمرها ليوم أو أكثر
وكانت قطرة المطر
تندي الافئدة المنكسرة
و الشمس تشعل
سيجارة أحمد جرا
وتسخن قنينة يالان
أتذكر حينها
كانت الأرض تلبي
من كل ما لديها
رغبات كل المتأمل
و نبع بيتي يروي ظمأ الانس
والجن
الزرع
والغيث والكلاب الضالة
حينئذ كانت المقبرتين
تتحول إلى مقهى
ويتحدث الموتى والاحياء
أحاديث وهفوات ونكبات
الساسة
والسكارى
والبسطاء
حينئذ اتذكر جيدا
أني كنت كديك نشيط يوقظ الشمس
والشيخ معصوم لكي يؤذن
و البابا لكي يقرع الاجراس
وأكون بعد الفجر
جزء من أحلام النائمين
فاكبح كل رؤية يائسة
وكل حلم بائس
وامدهم بديمومة الربيع
فتستيقظ واش ؤ كاني
من بكرة أبيها
حينها كانت دجاجاتي
حولي وفراخي ينبشون بمخالبهم الصغيرة مزابل الخرابات
و يلاعبون فراخ العصافير والسمك
وحتى الضفادع والافاعي لم تكن تسلم
من رقة اناملهم وعطفهم
واتذكر أيضا
أني كنت أشم رائحة التراب بعد بخها بالمطر
وكنت اعرف كيف أتحدث مع سيامند ورستم وجودي ونالين وسيفو وخالد وصلاح
وحتى اتفاهم مع خيرو و رزوق
كانوا
أجمل مني
وارجل مني
وأجراء مني
حين ابتعدوا
عرفت أنهم كانوا ديكه
وكنت ولا زلت استمد ما تبقى من
قوتي
وأملي
ديمومتي
منهم ومن مآثرهم
الآن وأنا هنا
أشعر أن ذاكرتي لا تسعفني بتلك الصورة الجميلة دوما وقد تناثرت
حبات مسبحتي
فانخفض صوتي
وتلاشت الرؤية
وبت وأنا هنا
لا افرق
بين السطور
بين الابطال
بين المناضلين والساسة
بين العقلاء والمجانيين
بين العذراء والثيب
بين الذكر والأنثى
بين الاتجاهات
لكن بوصلتي لم تخذلني يوما
فلازلت أعرف إني
ابن سري كانيه
وحفيد نفرتيتي و توشرتا
وحارس من حراس
بوابات واش ؤ كاني
الذهبية .
نور شوقي كوراني
