
حين يأتي الطوفان
لن يبقى شيء كما كان
وحين يأتي السلام
تتغير الفصول أيضا
و تتسم بألوان قوس قزح
فأين أنا وأنت وهو وهي
من هذين البينين
لقد انتهى جموح الطوفان
ولازلنا عالقين في الطين
ولازال الرحى يطحن
حسراتنا
آهاتنا
أحلامنا
أحزاننا
وبقايا أفراحنا
لازلنا نشك بأنفسنا
ونقول هل ما حدث
قد حدث فعلا ؟.
هل ابتعدنا عن
أوطاننا
ذكرياتنا
أحبتنا
عن كينونتنا؟.
وهل سنعود ولن نرى
احبة ثقبوا عذرية مشاعرنا
وفضوا بكارة ذكرياتنا
بوجودهم
بمحبتهم
بعطفهم
بمواقفهم
بزرع بذور
الحب
الصدق
الوفاء
الإيمان
اليقين
التضحية ؟.
هل فعلا سنعود
ونكون غرباء
عن ما تبقوا ؟.
وكم نحتاج حتى
نتعرف من جديد على بعضنا
لكن لدينا متسع من الوقت كي نتآلف
نشبع من رؤية بعضنا
نتحدث عن مرحلة الطوفان
وتعاقب الفصول
الممطرة و الباردة
والخالية من كل
أشكال الاحاسيس
أم سيمضي ما تبقى
من الوقت في
العتاب
واللوم
والشكوى
وعقد النقص
وانفصام الشخصية
والضياع والتحسر
على مرحلة الطوفان
فلا نندمج في ماضينا
ولا ننحل في حاضرنا
ولا يكون لنا مكان في المستقبل
فهل تغيرنا كثيرا
أم تغيروا كثيرا
أم سنبقى عالقين
في طين الطوفان
نور شوقي كوراني
١٦/٣/٢٠٢١
