
سلاماً يا قاتلي
سلاماً يا عمراً قد نزفَ به القلبُ و الكبدُ
سلاماً لمن إغتالني و فرا لزمانٍ طويلُ الأمدُ
قد طعنتْ بعمقُ الوتين ولله ألماً لا يبرحني
حتى غدا جرحكَ يعصرني وجعاً لدار الأبدُ
أرسمتَ لزماني مرُ قدحاً منذُ أدخلتكَ بدمي
أم قصدتَ ولادة جرحي تغمرني في غمدُ
أتقتلني و أنا جلعتُ من جسدي لكَ سماءٌ
فهيهاتٌ لذاكَ القتلُ المرِ راحَ الوجعُ بهِ يخلدُ
فيا أيها الحبيبُ لما مزقتْ عرش جسدي و
أحرقتَ وطناً كانَ يربى يوماً بظلهِ الولدُ
أكانَ لي معكَ يوما إلتقينا هناكَ حسدٌ يفرقنا
أم الأقدارُ كانتَ بمرها تسبقنا بشر الموعدُ
قد أهلكتني بمرُ سقمُ السنواتِ و أوجعتني
حتى سئمتُ ذاكركَ بكأسِ الثملِ ورحتُ أتنهدُ
أجولُ صحارى الظنونِ في وترٍ تصلبني غمَ
حتى سهى مني طيبُ الحياةِ و الروحُ مشردُ
أعدُ ليال الغدرِ بوحدتي محتسباً سقوطي
كالغريبِ يبحثُ بثوبَ موتهِ عن فجراً يلدُ
وتلكَ الليالي التي كتبنا بها دفئ لقائنا متى
رحلتْ و رائحة ذكراها بروحي مايزالُ يخلدُ
فآهاً لوجعُ الغيابِ كم يشدني لدار الموتِ
و وجعُ الطعنِ مرٌ بجثة الوتينِ فراحَ يجلدُ
أتدري السماءُ كم مرةٍ رجوتها بدمعَ بكائي
ساجدٌ بفاجعتي و كم رحتُ أشكو لواحدٍ أحدُ
فسلاماً لقاتلي الجبان الذي أورثني مرُ الأيامِ
و رحل أفي الرحيلِ جنتكَ أم فيهِ داءُ السردُ
فأمدُ ذراعي جناحاً أمام سفر الريح لألهو
ونساً بجرحي أيا جرحاً غدا ربيباً يجرُ الشحدُ
قد باتَ الزمانُ كلهُ وجعاً لمن دار بخيبتهِ
وثوبُ علتي أزمنةٌ كئيبةٌ بهِ اللئيمُ راحَ ينفردُ
مصطفى محمد كبار ……. حلب سوريا
19/3/2022
الساعة ٢ و ١٥ دقيقة ظهراً
بورصة تركية
