الزوجة الصالحة ومعطف الوفاء: قصة:(((بقلم: أحمد محمد عبد الوهاب )))

الزوجة الصالحة ومعطف الوفاء
———————————-
جلس الزوج يفكر ، في أعباء الحياة ، ومتطلباتها التي ، لا تنتهي ، تألم من داخله ، وبدأت عليه أعراض الإرهاق ، والتعب ،وجهد يوم شاق في العمل ،مسؤلياته ذادت ،وبدأت تتراكم عليه ديون كثيرة ، ومع ذلك لا يبوح لها بشيء ، لكي لا تتألم هي الأخري ،أدركت وأحست بما يشعر به ، نظرت إليه ،فرأته غارق في بحور النوم من شدة التعب والتفكير الذائد في شؤن الحياة ،بدأت تحدث نفسها وتقول ، كان الله في عونك يا زوجي ، تعمل طول اليوم من أجلي وأجل أبنائي ،أعلم أن الحياة قاسية عليك ،لكن ليس بمقدورنا ، أن نفعل لك شيء ،إلا بالتقرب إلي الله بالدعاء لك ، عسي الله أن يخفف عنك أعباء الحياة ،فأنت لست مقصر في حقنا ،تحاول أن ترضيني علي حساب نفسك ،يا لك من زوج صالح ،نظرت إليها إبنتها من بعيد ، وهي تراقب ما يحدث من أمها تجاه أبيها ،دمعت عين الإبنة خوفا ، وشفقة علي أبيها ،أسرعت إلي أمها ،وهي تقول لها ،ما به أبي ،فقد رأيتك ،وسمعتك يا أمي من بعيد ، تتحدثي بصوت منخفض ،حتي لا تؤقظي أبي من نومه ،فقالت الأم أخاف عليه ، أن يستيقظ قبل أن يستريح جسده المتعب ،الأبنة كم أنت تحبينه ، وتخافين عليه يا أمي ،الأم كيف لا أخاف عليه ، ف هو زوجي وقرة عيني ،تحيطني رعايته وحبه لي ،كيف يا إبنتي لا أخاف عليه ، ف هو قرة عيني في الحياة ،هو الأب والزوج والأخ ، ليس لي أحد في الحياة غيره ، أخاف عليه ،ثم وضعت عليه معطفها بهدوء ، وهو نائم ، كي لا يشعر بأحد بجواره ،تبسمت الإبنة من الشعور الجميل ، الذي يصدر من وفاء وحب أمها لأبيها ،إنصرفت الأبنة من محيط الحدث ، إلي غرفتها وبدأت ، تدعو لأبيها هي الأخري ،في الصباح حدثت أخيها ، بالحوار الذي دار بالبيت ، بينها وبين أمها ،الأبن ما زال صغيرا ،لكن يعرف مدي حبه لأبيه ،لقد دعا الله له أن ، يخفف الله عنه ، هذه الأعباء التي تكاثرت عليه إلي ،أن أشرق فجر الصباح ،ف إستيقظ الرجل من نومه ، فرأي معطف زوجته فوق جسده ،أخذ المعطف ، وذهب إلي زوجته ، مبتسما قائلا لها ، بارك الله لي فيك يا زوجتي الحبيبه ، ف أنت الزوجة والأم والحبيبة ،تؤضأ وصلي لله ركعتين ، ثم ذهب إلي عمله ،سمع صوتاً ، يخرج علي لسان زوجته ،أعانك الله ، وسدد خطاك ورزقك من حيث لا تحتسب ،ردت الإبنة ذلك الدعاء ، الذي صدر من أمها تجاه أبيها ،تبسم الأب وخرج في صبيحة اليوم ، علي أن يعود إليهم في المساء ،وتتوالي مسيرة الوفاء بيهم ، كل يوم ليلة علي هذا الحال ، يا لها من زوجة صالحة ، إنتهت القصة ،ولكن قد خرجنا منها ،بشيء مفيد ،ألا وهي الزوجة الصالحة،إذا صلحت صلح سائر البيت ،اللهم أصلح نساء المسلمين ؟
بقلم /الأديب والكاتب الصحفى
أحمد محمد عبد الوهاب
مصر- المنيا- مغاغه
بتاريخ /13/4/2022

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ