
ألام الفقد … قصة :
قلت لها :
أحاول أن أوقف دموعي ، أن أتغلب على ألامي ، و على صمتي ..
لا أستطيع ..
على الرغم من وقوعي عشرات المرات في طفولتي ، وكنت في كل مرة أجرح قطعة من جسدي وأنزف دمي ، إلا أنني كنت أنسى وجعي بعد لحظات قليلة ، وقد نسيت ألام رأسي عندما أرتطم بحرف الطاولة .. نسيت ألام الجرح الذي سببه تزحلقي من فوق جرف صخري عند نبع القرية ، نسيت ألام الكف الذي تلقيته من والدي عندما هربت من المدرسة ..وغيره كثير من الألام لم أتذكر منها سوى حوادث وقوعها ..
فما هذا الألم الذي لا يتخلى عني ، وينزع روحي ويمزق قلبي .. ويستمر بداخلي
فقالت أمي :
إنه ألم الفقد ، فقدان لعزيز وغالي ..
ومن منا لم يفقد صورة مدينته الجميلة ، ورائحة ازهاره وأشجاره ، وذكريات أهله وأقاربه و أصدقائه الذين رحلوا بعيداً ، أو دفنوا قريباً ..
أنه من أصعب الألام التي يستمر وجعه طويلاً ، و بعض منه قد يذهب معنا إلى القبر ..
بقلمي :عصمت مصطفى
أبو لاوند
سورية
