رحلة العمر :(((بقلم: محمد مراد )))

رِحلةُ العُمُرِ

ومضى قِطارُ العُمُرِ بلَمْـحِ البَصـَرِ
مضى بسُرعةِ الشُّـهُبِ السَّـاطِعاتِ
وعلى المدى تلوحُ الأُمنياتُ حـولي
يمضي بصَمْتٍ مُرِيبٍ بِلا مُقدِّماتِ
مرَّ القِـطارُ على الـرَّبيـعُ و زهـرِهِ
ومضى السَّـهَرُ و دِفْءُ الأُمسِـياتِ
مضى يُسـافِرُ في خَـريفٍ مُـثـقَـلٍ
في ظِـلِّ أشجارِ الغُـروبِ اليابِسـاتِ
و يَغـيـبُ في أُفُـقِ الحَـياةِ مُحـذِّراً
أنْ ينطفِئَ في القلبِ وَهْجُ الذِّكرياتِ
و كأنَّـهُ في الخَـريـفِ أبطأَ سَـيـرَهُ
يرنـو بصَمْتٍ نحوَ حُـلْـوِ الـذِّكرياتِ
كُلَّما قِـطارُ العُـمُرِ تمهَّـلَ في سَـيرِهِ
طـارَ الـفُـؤادُ إلى جـديـدِ القادِماتِ
يَـرنـو إلى ماضٍ تـلـوَّنَ بالـشَّـذى
يهفـو إلى وَهْـجِ اللَّيالي الخـالِياتِ
لمْ أُدرِكْ أنَّ العُمُرَ مَحْضُ مراحِـلَ
و مَحطَّةٌ تخطو على أثَرِ السَّـابقاتِ
تُـرى … هلْ يبلُغُ العُـمُـرُ شِـتاءَهُ
وتَلوحُ في الأُفُقِ الغُيومُ الماطِراتُ ؟
في الأشـتِـيـةِ البارِداتِ الحالِـكـاتِ
أنفاسُ العُـمُـرِ قد أضـنَتْهُ الفاجِعـاتُ
أقولُ في سِرِّي : إذا مرَّ الشِّتاءُ ببردِهِ
عادَ الرَّبيعُ يُضيْءُ اللَّيالي الحالِكاتِ ؟
ويُجِـيـبُـني صوتُ القِـطارِ مُـداعِـباً :
دَعْ عنكَ الآمالَ و الأحلامَ البرَّاقاتِ
عِـشْ ما تبقَّى منَ الأيَّامِ المُبعـثَراتِ
واجمَعْ حقائِبَكَ منَ المحطَّاتِ مُشتَّتاتِ
ذا هو قِـطارُ العُـمُرِ يَمضي مُسـرِعاً
لا ينحـني صَـوْبَ الأيَّامِ الماضـياتِ
في رِحلةٍ تَمضي في دربٍ مُستقيمٍ
ما بيـنَ أحـلامِ الحَـيـاةِ الـواعِـداتِ
و قِـطارُ عُـمُـرِكَ لا محالةَ واصِلٌ
فانظُـرْ وراءَكَ لِسَـنواتٍ مُودِّعاتِ
و انـظُـرْ أمامَـكَ مُتـأمِّـلاً فَـلَـرُبَّـما
اقتربَ الوُصولُ في الأيَّامِ القادِماتِ

قلم : محمد مراد
٣/٢/٢٠٢٢م – الـسُّـوَيْـدُ .
(من ديوان دفء الهيام)
حقوق الطبع محفوظة

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ