أنا في جويق (قريتي):(((بقلم: عصمت مصطفى أبو لاوند )))

أنا في جويق( قريتي ) ..

مطر .. مطر .. مطر
أنا في جويق
أشرب دموع النجوم مع الأشجار
غارق في الشوق
مثل القطط الضالة و الأطيار

مطر .. مطر .. مطر
أنا في جويق
لدي ألف طريق
و ألف حلم بالإنتظار
و ألف برعم على الغصن
يمزق الجنين
يقهر الحنين

مطر .. مطر .. مطر
أنا في جويق
أنهضوا يا رفاقي
لرؤية أزهاري
و ألحقوا بي ، إلى تلتي ( عين ديبة )
المكان الوحيد
الذي تتحرك فيه نظراتي
بحرية ٍ
بنقاء ٍ .. كنقاء العشب

مطر .. مطر .. مطر
أنا في جويق
سأجد الشمس
التي تقبل الرقص معي
سأجد الريح
التي ستمشط شعري
سأجد النهر
الذي يبكي كنايِّ
سأجد الفلاح
الذي يحارب
في خارج و داخل كياني

مطر .. مطر .. مطر
أنا في جويق
أحاول أن أنسى
حاناتهم الباردة
نساءهم اللواتي يلدن
الذئاب والضباع والثعالب
رجالهم الذين ينامون
على أنقاض المدن المحترقة
الجدران المهدمة
وشوارعهم التي تتزين
بأنوار صناعية
التي تحتفل
وتتقاسم الغنائم مع القراصنة
وقصورهم التي تفقس
بيوضاً فاسدة
وقلوبهم التي ترصفُّ الحجارة فوق الحجارة وتبني أبراجاً
لخارجي عن القانون والطغاة والسماسرة
وفنادقهم التي ترقص وتغني
التي تستمني الثوار
التي تبيع الأحرار

و أحاول أن أنسى ..
رسالة سفر الأمثال ..
( لقمة يابسة مع سلامة ، خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام ) .

مطر .. مطر .. مطر
أنا في جويق
حتى إذا مرَّ الفجر ، ولم يعانقني
حتى إذا رحل القمر ، ولم ينظر إليَّ
حتى إذا سقط الشعاع ، و لم يخبرني
عن الحب الميمون
عن السر المدفون
تحت الظلال الأسيرة .

مطر .. مطر .. مطر
أنا في جويق
يا رفيقي ..
قلْ .. لي
بماذا أساءت إليكَ
تلك الزهرة
لترغمها على الإنحناء
على حافة الكأس
قلْ .. لي
بماذا أساء إليكَ
هذا الوطن
لترمي إليه
بكل هذه الأحزان
لتربط بجذعه
كل هذا الصمت
كل هذا الوجع

بقلمي : عصمت مصطفى
أبو لاوند
سورية

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ