شمس الخصال:(((بقلم:سعيد اوسي)))

شَمْس الْخِصَال قَد أَيْنَع مِنْ دَمِ سَالَ عَلَى سَرْجٍ العنفوان ، شَمْس لَا تنطفئ مَحَاسِنِه نُسِجَتْ مِنْ خُيُوطِ الْعِزّ مَشْدُودًا لتعانق الثَّرَى ، ذَاك الاحراش الْمُبَعْثَرَة تَشْهَد بصيحات الصَّهِيل أَن تَعَارَك الْقَنَا ، عِنْدَمَا يَنْفَجِر البُرْكان الْغَضَب و تَنْهَال الْحمى ، لَا تنطفئ الْجَمْر إنْ عَشِقْت النُّور ، تَوَهَّج كَالذَّهَب قَبْلَ أَنْ تَغْدُوَ رَمَادًا و بَعْدَهَا رَبِيعًا و اثمارا لَا يَنْضُب ، نُجُومِ السَّمَاءِ تَشْهَد كَم آلّفْتَ بَيْنَ الْقُلُوب و سَيْفَك تبتر يَد الْجَلَّاد ، لترقى فِي قُلُوبِ الضَّمَائِر خَالِدًا لِلْأَبَد ، لَا تغوي الْمَالِ وَلَا تَبْغِي الْمَآل سِوَى أَنَّ تَنَالَ مَقَام الْأَحْرَار ، فَلَا يُحَدُّ الْحُدُود بَعْدَ الْمَوْتِ ، و قَد عَشِقْت الْمَوْتُ فَلَا يَقَظَة بَعْدَهَا ، أَن طَمَى الْخُطَب و طَال الْكَمَد الْعِنَاق ، فَالْيَوْمَ لَا يَأْسَ إمَام لطمات الْأَمْوَاج و وَخَزّ الْخَنَاجِر ، و إنْ كَانَتْ الْوَاقِعَةُ تُحْبَس الْأَنْفَاس ، شراعك تُسَبِّح مَعَ الرِّيحِ لَا تَأْبَى العَوَاصِف ، و جُرْحِك الْبَلِيغ لَا تَخْضَع لطراودة الآهات ، قَلْبِ مَنْ الْحَدِيدِ لَا تَلِين فِي وَجْهِ الظُّلْمِ ، فَيَا لِدَم لَطَّخ التَّارِيخ بِالْعِز و الْآبَاء ، وَيَا لِصَوْت جمهرير عَانَق الْعِنَان لتروي أَجْمَل بطولات ، فَكُنْت النَّارِ فِي أَعْيُنِ الْأَعْصَار ، جَسَدًا خَلَد بَيْن صَفَحَات التَّارِيخ ، و نَسِيما تَلاَمُس الْأَزْهَار فِي الرَّبِيعِ ، و بلسما يَطِيب كُلَّ جُرْحٍ يُدْمِي ، فَمَا زَالَ الدَّهْر يرن بالفاجعة ، فاجِعَة رحيلك وَأَنْت كَالسَّيْف الْمَسْلُول تَكْظِم الغَيْظ ، لَا تَهَاب الْمَوْت ، الْمَجْدِ وَ الْخُلُود لروحك الطَّاهِرَة

بِقَلَم سَعِيد اوسي

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ