خيانة عظمى :بقلم:عصمت مصطفى ابو لاوند

خيانة عظمى ..

أنا و الحياة
رسمنا
على حواف الورق
أحلام كثيرة

اقترحنا
أن نطفئ هذا النار المشتعل بيننا
و أن نسير معاً
و أن نشرب القهوة اللذيذة معاً
و أن نعيش أيام جميلة معاً

فلم أتوقع بأنها
ستغير طريقها
و تتحالف مع الموت
و تقف كالنمر
على طرف الغابة
و تنتشل من قريتي
كل يوم ٍ ضحية

و أتفقنا
بمجرد الإنتهاء
من أعمال الإبادة الجماعية
أن أجد لها
صبياً طويل القامة
كشجر الصنوبر
ليغمسا أقدامهم النحيلة
كل يوم
في ساقية الحب

فلم أتوقع بأنها
سترتدي
بدلةً عسكرية
و تقف برأس الجبل
و تنتظرنا بالبنادق
و المدافع
و أكياس جثث

و قررنا
بعد الإنتهاء
من رؤية القتلى
أن نزرع شجيرات زيتون
في مدخل المدينة
و أن نعلق في الساحة
لوحة لعنايات عطار
و أن نزور معاً
دار الأوبرا
لنرقص على أنغام زهير أسكيف
و أن نطير فوق المخيمات
كاللقالق الحزينة

فلم أتوقع بأنها
ستعقد معاهدة
مع الشيطان
و تأخذ خنجراً من الريح
و تقطع على شرفة الصبح
رأس القصيدة .

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ