حبة الكرز: بقلم: نور شوقي كوراني

( حبة الكرز )
كعشق حبة الكرز
للشمس و ندى الصباح
كعشق بلورات الماء
للكلمة الطيبة
كعشق الرياحين
للنسائم والظلال
كعشق السر للعهد
أنا أعشقها
وكيف لا
وقد نضجت
تحت أشعة الفؤاد
ورطبت تفاصيل أيامها
من لحظات استكانتي ونثرت عبقها على
مساحات خارطتي المنسية في اللا زمكان
و بين طيات
الأحاسيس والمشاعر
بين قوة الحروف
وهي تشكل
كلمة
فجملة
فقصة
و محلمة
تحاكي
وجودي في بقية الاكوان والمجرات
التي عشت في بعضها
وابحث في بعضها
الآخر عنها
وخبأت كل ذلك
في صرة أمي
وعقدت عليها سبع عقد
لا تنفك
إلا حين يحل عقد كفني
بيد أن أسري في
زنزانة الأنفة
خنقتني
امتص قواي
شتت طاقتي
بدل الايجابي
بما هو سلبي
بعثر كل
الحروف والكلمات
في مخازني
غير مجرى المعاني
بدل عنفواني بالوهن
حدث ذلك
في لحظة غير محسوبة
شدها شغفي بها
ففكت العقد السبع
وبدأت تغير و تمحي و تبدل و تلون اللوحة
كيف ما أرادت
وكيف ما شاءت
وكيف ما اختارت
دون وجود إرادة
تكبح
جموح أنوثتها
وسطوة دلالها
و دكتاتورية شبقها
و أنا في تلك
الزنزانة الرطبة
أجتر فحوة الحمية
وألون لوحة
حبو رغبتها
و ذروة نشوتها
و مصداقية ايحاءاتها
و بلوغ هدفها
فمن بدت على من ؟.
وماذا رأت في الجديد
مالم تجده في القديم ؟.
وما الذي طرأ على بيئتها و وعيها و ملكاتها
ومملكة مشاعرها ؟.
الأسئلة كانت تتقاطر
دون
موانع
حواجز
رقيب
أجوبة
يبدو أني
سأتمدد وانكمش
في دهاليز
الألم
الإجترار
ترتيب الصور
تبديل المشاعر
إلى أن تعود
للسكينة التي تشربنا منه سنوات لم تعد تحصى ولا تعد
أو تنحل في إطارها الجديد
فنفترق على أمل البقاء
في حيوات و أكوان أخرى.

نور شوقي كوراني

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ