صمت القبور: بقلم: عبد الجابر حبيب

صمت القبور
*عند حاجز الصدق تبدأ أرواح الشهداء بالغناء، ونبقى في حالة ذهول دائم؛ حتى نلتقي بهم ذات يوم*

ياشهيداً
كطائر الفينيق
من بين الرماد انتفض
قاومتَ ذئاباً أرادت
أن تنهش فينا
معنى الحياة
هجموامن كل الجهات
جاؤوا مثل دخانٍ أسود
شوهوا وجه المدن
كالجرذان تسلقوا الجدران
طاعون عاد من غابر الزمان
اقترفوا باسم الله آلاف الذنوب
وقفت أيها الشهيد
وقفة عزٍّ و افتخار
أمام طواغيت الشرِّ
أمام زوابع الغبار والدمار
لم يتصوروا يوماً
أن أبناء الشمس لايهابون الموت
بين أجفان الغيلان يقاتلون ….
مرة أخرى
في تويجات الزهر يولدون
**********
عفواً
يادنيا الملذات
نحن أحياء نقتفي آثار الليالي
والشهداء شواهدهم
مرايا
ترى فيها مستقبل الأوطان
نلهو …نعبث … نصرخ
نتفاخر بالصفقات
أما الشهداء
فقد دغدغوا شفاه الأطفال
مهدوا الدرب لقوافل الشرفاء
*********
جذوة الأرواح عند الله
لم تنطفئ
مَنْ قال: الفناء فناء الجسد
شهداؤنا سقوا بالدماء
أشجار الزيتون على السفوح
وأزهار المقابر في الأحياء
أرواحهم كسَّرت قيود الظلام
فتحت أبواب المساجد للصلاة
وقرعت نواقيس الصباح

*********

ياويح فكر مظلم
يرى في الذبح جهاداً
ونصرة الإنسان
متى رأيتم في التكفير منهجاً
يا أولياءالغوغاء
وباسم الله يسبح الطير
والشجر والحجر والإنسان
*************
في معركة الشرف
ما بخل الشهيد لحظة
حمل روحه على الأكفة
والعشق على اللسان
وبريق عينيه نبراس
مابعد القول إلّا أن نقول:
وداعاً وسلاماً
على مَنْ احتضنه التراب
وداعاً وسلاماً
على مَنْ احتضنه التراب
…..عبدالجابر حبيب …

نُشر بواسطة مجلة خيمة الأدب في روج افا

كاتب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ